"معاناة لا تنتهي" اختصار جيد للتعبير عن حال فلاحى محافظة أسيوط، حيث يجد الفلاح نفسه مع موسم الزراعات الصيفية عاجزًا عن إيجاد السماد فيلجأ للسوق السوداء التي لا ترحم، فيما تظل مشكلة عدم حصوله على المياه هي الهم الأكبر حيث لا سوق سوداء يلجأ إليها. يقول خالد عمر مدرس ولديه أرض زراعية بكوم الدباينة بقرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط، إن المياه لا تصل إلى الترع نهائيًّا والمشكلة تكمن فى أن من يتحكمون في الموضوع هم عمال الري الذين يقومون بتوصيل المياه مقابل أجر مادى، ومن يدفع يحصل على المياه ومن لا يدفع لا يحصل عليها. وأكد أحمد السيد محمود مزارع من قرية بني رافع مركز منفلوط أن الترع نشفت والمياه لا تصل إلينا والأراضي تشققت، وحينما ذهبوا للري قالوا إن المشكلة في نهايات الترع فقط وأنهم يعملون على ذلك، لكن المشكلة التي أصبحت تواجهنا سنويًّا لا يوجد لديهم حل لها. ويضيف محمود عامر من مركز أبنوب أن الترع القريبة من مجرى نهر النيل أيضًا لا يوجد بها ماء، ولجأنا لتحميل جرارات زراعية بها مقطورات مغلقة لنقل المياه من النيل إلى الأراضي الزراعية حتى لا يموت المحصول. وعلى الرغم من تصريحات وزارة الري بأن فيضان النيل مرتفع هذا العام، فإن تصريحات ري أسيوط تتنافى مع ذلك كلية حيث تقول المهندسة عزة تاج الدين وكيل وزارة الري بأسيوط إن فيضان النيل هذا العام منخفض، منوهة إلى أن بناء سد النهضة بإثيوبيا لا دخل له في ذلك مطالبة بالحفاظ على المياه وترشيد الاستهلاك في جميع القطاعات. وأكدت انتظام عملية المناوبة دون تعويضات أو وفرة في كمية المياه الموجودة للزراعة، لافتة إلى ضرورة توافر عدد من المعايير والقواعد لتغطية المصارف. فى السياق نفسه، كلف المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط وكيل وزارة الري بالمحافظة بتنفيذ خطة واضحة لمراجعة وتطهير كافة الترع والمصارف بجميع أنحاء المحافظة، خاصة الأماكن التي تعددت بها الشكاوى. وأشار إلى ضرورة الحفاظ على المياه من التلوث ووصولها لنهايات الترع والمصارف، حتى تستفيد منها الأراضى الزراعية بالمحافظة.