اسمه قاسم مشترك فى أهم كلاسيكيات الدراما العربية.. وينجح فى أن يقدم لنا فروقات فى شخصياته بشكل لا يتكرر مع كثير من زملائه يشكل عبد العزيز مخيون قاسما مشتركا فى أهم الأعمال السينمائية والتليفزيونية التى شكلت ملامح خريطة الدراما فى العالم العربى، ربما كان هو محظوظا، وجاءت موهبته التمثيلية الكبيرة لتكمل هذا الحظ. فحاول أن تذكر بشكل عشوائى مجموعة من كلاسيكيات الدراما وسوف تتفاجأ بأن الرجل كان له دور كبير فى أى عمل تختاره.. «ليالى الحلمية»، و«أنا وإنت وبابا فى المشمش»، و«البشاير»، و«الشهد والدموع»، و«جمهورية زفتى»، و«خالتى صفية والدير». فى السينما أيضا تجده حاضر فى «الهروب»، و«إسكندرية ليه»، و«حدوتة مصرية»، و«يا مهلبية يا».. هذا بعض مما قدمه مخيون، الأجمل أنه لا يزال يؤدى بنفس الصدق. عم ربيع الحلوانى.. لا يمكن إلا أن تنطق الكلمات الثلاث سويا، إن قلت ربيع لن يعرفه أحد، كما أن كلمة الحلوانى لا تدل عليه بأى حال، ولقب عم يشاركه به كثيرون غيره، إذن فالأب البسيط فى «بدون ذكر أسماء»، لديه اسم ثلاثى، ولديه هم ثلاثى أيضا يتمثل فى أبنائه «عاطف ونوارة وتغريد»، ماذا سيفعل أب فقير فى ثمانينيات القرن الماضى مع تقلبات الحياة ومع أحلام الابن المتطلع، ومع أمنيات البنات بعريس يراعى الله فيهن. عندما ترى عبد العزيز مخيون على الشاشة تدرك بسهولة أنه لا يبذل مجهودا كى يقنعك بأنه رجل لديه كرامة، ولديه عزة نفس وأنفة، رغم فقره وقلة حيلته، عبد العزيز مخيون، كل ما عليه أنه يقرأ دوره وتلقائيا يجد نفسه وقد تحول بسلاسة إلى أب لثلاثة من الأبناء يعيشون فى وضع اجتماعى أقل بكثير مما يعيش به ما نطلق عليهم أبناء الطبقة الوسطى. يتفاعل معهم وكأنه أباهم الحقيقى رغم اختلاف تفكير الثلاثة أولهم -أحمد الفيشاوى- واقعى يرفض الوضع الاجتماعى والمادى الذى يعيش فيه لكن دون «زهق أو لعنات» لأنه يرضى بأبيه ووضعه وشكله، ولا يتأفف إلا قليلا من دفع عربة الحلوى فى الحارة الضيقة، والثانية -حورية فرغلى- المكبوتة والخائفة، والتى تبدو أحيانا قوية، لكنها تخضع فى النهاية لما يمليه عليها غيرها، والثالثة -سهر الصايغ التى تريد أن تحب وتتزوج دون أن تجرح شعور والدها لأنه أصيب بخيبة أمل فى زواج البنت الأولى.. إن مخيون أب حقيقى، وهذا لأنه فى الأساس ممثل حقيقى مخلص لمهنته. اسم السيناريست الكبير وحيد حامد على تيتر مسلسل «بدون ذكر أسماء»، يجعلك تتساءل على سيناريوهات حامد لا تكتمل إلا بوجود مخيون، فهو شريك شبه دائم فى أعمال وحيد حامد سواء فى السينما أو التليفزيون، فالسيناريست المهم يقدر قيمة هذا الممثل الذى لا تختلط لديه الأدوار أبدا، حيث يتخصص هذا الفنان القدير فى الإمساك بالشعرة الرفيعة التى تفصل بين الأدوار التى تبدو لنا متشابهة، وينجح دوما فى أن يقدم لنا فروقات واضحة بين الأب فى مسلسل «الهروب» مع كريم عبد العزيز ودلال عبد العزيز، وبين الأب فى مسلسله الجديد، وبين دوره كأحد قادة المعارضة فى فيلم «دكان شحاتة»، وبين دوره كمعارض إخوانى عتيد فى مسلسل «الجماعة». تألق عبد العزيز مخيون أيضا العام الماضى فى أكثر من عمل رمضانى من أبرزها مسلسل «عمر» الذى تناول سيرة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حيث قدم دور أبو طالب عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وأضاف الدور إلى سلسة من الأعمال المهمة فى تاريخ الرجل، السؤال الآن ماذا تبقى لم يقدمه مخيون؟، فقد نجح فى كل الاختبارات والاختيارات التى أسندت له، ننتظر من مخرج مغامر أن يسند إليه دورا غير معتاد، وصادم، ومن المؤكد أنه لن يخذله، ولن يخذلنا أبدا، وكما هى عادته.