فاجأنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، خلال افتتاحه مجمع إيثيدكو "بالإسكندرية"، بحديثه عن قرب الانتهاء من تخطيط وتنفيذ "الجيل الثانى" من المدن الجديدة، قائًلا: "سننتهى من التخطيط، وتنفيذ الجيل الثانى من المدن الجديدة، منها 4 فى الصعيد "قنا، أسيوط، سوهاج، والمنيا". وبقياس هذه التصريحات على أرض الواقع، نجد أن هذا الكلام غير صحيح، بحيث أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة انتهت من تنفيذ الجيل الثاني من المدن الجديدة منذ نحو 16 عامًأ، بل ونفذت أيضا الجيل الثالث من المدن الجديدة، لتبدأ في مدن الجيل الرابع.
ليس هذا فحسب، إنما المثير أيضاً في الأمر، أن الرئيس السيسي تحدث عن قرب الانتهاء من تخطيط وتنفيذ 4 مدن جديدة في الصعيد منها "المنيا، قنا، أسيوط، وسوهاج"، ولكن هذه المدن تم تخطيطها وتنفيذها منذ عشرات السنوات، طبقا لمستندات هيئة المجتمعات العمرانية نفسها. وتؤكد مستندات الهيئة، أن مدينة "المنيا الجديدة" تم إنشاءها بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 278 لسنة 1986، على مساحة 24285 فدان، أي منذ ثلاثون عامًا، وللمدينة 4 مداخل رئيسية، وتضم 8 أحياء سكنية ومشروع "بيت الوطن" للمصريين في الخارج، ومشروع "ابني بيتك"، ومناطق جامعات وآخرى سياحية وترفيهية وصناعية. وعن مدينة قنا الجديدة، فتم إنشاءها طبقا للقرار الجمهوري رقم 197 لسنة 2000، تقع شرق النيل علي قرابة ال 8 كيلو متر من المدينة القديمة، تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 24.2 ألف فدان منها 7.6 آلاف فدان كتلة عمرانية، تم الانتهاء من تنفيذ عدد 1548 وحدة إسكان قومي بمعرفة الجهاز المركزي للتعمير علي ضوء عقد الإنابة المبرم بين الهيئة والجهاز، وتم الانتهاء من تنفيذ عدد 14 عمارة بعدد 336 وحدة، وتضم مناطق سكنية، خدمية، وصناعية، سياحية، وترفيهية". وجاري تنفيذ عدد 141 وحدة بمعرفة القطاع الخاص، وتنفيذ 288 وحدة بالمنطقة (1) بالمجاورة الثالثة الحي السكنى الأول ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي كمرحلة أولى، كما يجري تنفيذ عدد 1944 وحدة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي، جاري تنفيذ عدد 1340 وحدة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي.
أما مدينة أسيوط الجديدة، فقد صدر لها القرار الجمهوري رقم 194 لسنة 2000، على مساحة 30.3 ألف فدان، تقع شرق النيل على طريق "القاهرة - سوهاج" الصحراوي، على مسافة 18 كيلو من مدينة أسيوط الأم. وتتكون المدينة من حيين سكنيين بالإضافة ومركز المدينة، والمنطقة الصناعية والمنطقة الإقليمية، بخلاف منطقة أمتدادات المستقبل، ومشروع "ابني بيتك" ومنطقة فيلات ومنطقة خدمات رجال الأعمال. وبالانتقال إلى مدينة سوهاج الجديدة، سنجد أنه تم انشاء المدينة طبقا للقرار الجمهوري رقم 196 لسنة 2000، وتم اعداد الدراسات اللازمة إعداد المخطط العام للمدينة "جيولوجية، بيئية، اجتماعية" بمعرفة الهيئة العامة للتخطيط العمراني لاستيعاب 81 ألف نسمة. مياه الصرف.. صالحة للشرب!
ولعل مثل هذه التصريحات التي تحمل معلومات خاطئة في مجال الإسكان والمياه والصرف الصحي، ليست الأولى، فقد سبق وأعلن منذ شهور أن الدولة دخلت في مجال معالجة مياه الصرف الصحي، بنظام المعالجة "الثلاثية"، وهو النظام القادر على إنتاج مياه صالح للشرب وري الزراعات المنتجة "بحسب كلام الرئيس". ولكن الدكتور "مغاورى شحاته دياب" خبير المياه الدولى ورئيس الجمعية العربية للمياه، أكد أن المياه المنتجة من خلال نظام المعالجة الثلاثية غير صالحة للاستهلاك الأدمي، ولا تزيد عن كونها مصدر مكمل للمياه لاغراض الزراعة والري، مضيفاً أن هناك فرق كبير بين المياه الصالحة للشرب وبين المياه الصالحة للاستخدام الزراعي.
من المسؤل عن المعلومات الخاطئة؟ ويظل التساؤل الأهم هو.. من يعطي معلومات خاطئة للرئيس؟، وما هو الغرض من إعطاءه إياها؟ وهل يعتمد الرئيس على مصدر معلومات واحد فقط في مجال الإسكان؟.