بات مركز دار السلام شرق محافظة سوهاج على شفا حرب أهلية بين عائلتين كبيرتين هما رضوان وقورة، بسبب قيام أفراد من العائلة الأولي بتمزيق لافتة شهيد للعائلة الثانية كان استشهد في الشيخ زويد العام الماضى على يد إرهابيين من أعلى مدرسة دار السلام الإعدادية التي صدر قرار بتغيير اسمها إلي مدرسة الشهيد حسام قورة الإعدادية. وتبين من التحريات حول الواقعة أنها بسبب خصومة ثأرية قديمة بين العائلتين وادعاء العائلة الأولى بأن أرض المدرسة ملكية خاصة لهم، مما أثار حفيظة العائلة الثانية بدعم من نائب العائلة الأولى طارق محمد عبد الحميد رضوان نجل وزير الثقافة الأسبق.
يقول أشرف قورة والد الشهيد إن المدرسة ملكية عامة تعود إلى عام 1960 وأنه رفض الحصول على أى مبالغ مالية والاكتفاء بوضع اسم ابنه على مدرسة بالمركز، وأن القرار صدر عن وزير الدفاع ومسئولي المحافظة كون المدرسة الأقرب لمنطقة العائلة والمكان الذي تربي فيه الشهيد. وأضاف أنه تقدم للتنظيم والإدارة بالقوات المسلحة لإطلاق اسم الشهيد على تلك المدرسة، وأن عائلة رضوان يوجد 4 مدارس باسمها في المركز.
وتابع: ابنى جانى متقطع حتت ورضيت بحكم ربنا، وفي المقابل عضو مجلس الشعب طارق رضوان يرسل رجاله لتمزيق صور الشهيد ووضعها تحت الأقدام، متسائلًا: هل هذا هو التكريم للشهيد الذي ضحى بنفسه من أجل وطنه، وهل هذا يليق بنائب برلمانى يؤجج الفتن، على حد تعبيره.
من جهته، نفى النائب طارق رضوان عضو مجلس النواب عن حزب "المصريين الأحرار" بالمركز أن تكون عائلته طرفًا فى تمزيق لافتة الشهيد، وأن أرض المدرسة ملك لعبد الحميد رضوان وليست ملكية عامة، وأننا فى خصومة ثأرية قديمة بين عائلة قورة وقتل منا أحد أقاربنا، ورئيس المدينة هو من أثار الفتنة بسبب موافقته على هذه المدرسة تحديدًا. وتابع: أن عادات الصعيد وتقاليده والعصبية والقبلية لا تسمح بوجود اسم الشهيد في أرضهم، حتى لا تحدث صراعات دامية بين الطرفين. وقال الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج إنه لم يكن يعلم بالخلافات بين العائلتين، وأن رئيس المدينة هو السبب مؤكدًا انه سيتم توفير مدرسة بديلة لإطلاق اسم الشهيد عليها لتفادى الدخول في صراعات بين العائلتين. وأضاف أنه تمت إقالة رئيس مركز دار السلام فيصل مهران بسبب هذه الواقعة، وتم تكليف حسام محمدين رئيس مدينة المنشاة برئاسة مدينة دار السلام. يذكر أن مركز دار السلام به ما يقرب من 80 خصومة ثأرية بين العائلات هناك، ويشهد من حين إلى آخر صراعات عائلية بسبب الثار، كما أنه يحوى بداخله عددًا ليس بقليل من التشكيلات العصابية المتخصصة فى السرقة بالإكراه والاتجار في السلاح والمخدرات، وسط مساعٍ أمنية جادة للسيطرة على الأوضاع وشن حملات لضبط الخارجين عن القانون، بالإضافة إلى عقد جلسات صلح بين العائلات بلغت ما يقرب من 15 جلسة.