أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، خلال لقائهما في سانت بطرسبورج عزمهما على التوصل إلى تفاهم مشترك للتسوية في سوريا. وفي مؤتمر صحفي عقب المحادثات، ذكر الرئيسان أنهما لم يتناولا المسألة السورية خلال المحادثات بمشاركة أعضاء الوفود، بل يخططان لعقد لقاء منفصل بمشاركة وزيري الخارجية وممثلي الاستخبارات لبحث سبل التسوية السورية بشكل مفصل. وأكد بوتين أن تركيا تشاطر روسيا تفاهما بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب. وذكر الرئيس الروسي بأن مقاربات بلاده من سبل التسوية في سوريا لم تكن تتطابق دائما مع المقاربات التركية في السابق، لكنه شدد على أن ل موسكو وأنقرة هدفا مشتركا في هذا السياق، هو تسوية الأزمة السورية، مشددا على أنهما سيبحثان عن حل مشترك. وأشار إلى أنهما ينطلقان من استحالة التوصل إلى تحولات ديمقراطية إلا بالوسائل الديمقراطية. كما أعلن بوتين عن وضع آلية لاستئناف التعاون الروسي التركي الاقتصادي. وأوضح أن الطرفين يوليان الأولوية لاستعادة المستوى السابق للعلاقات الثنائية، وتجاوز الأزمة التي وقعت بينهما. بدوره شكر إردوغان الرئيس الروسي على الدعوة لزيارة روسيا وعلى حفاوة الاستقبال، ولفت إلى أن زيارته لروسيا هي الأولى له خارجيا بعد الانقلاب الفاشل. ووصف المحادثات الروسية - التركية بأنها كانت مفصلة وجوهرية، مشيرا إلى أنها أول محادثات بهذه الصيغة بعد "الحادث المعروف"، في إشارة إلى إسقاط القاذفة الروسية. وكان الرئيس التركي استبق زيارته إلى موسكو بالدعوة إلى رحيل رأس النظام السوري عن السلطة، متهماً إياه بقتل مئات الآلاف من السوريين. وأشار إلى أنه "إذا كنا فعلا نؤمن بالديمقراطية يجب علينا ألّا ندعم بشار الأسد بل أن نجد حلولا أخرى". هذا في الوقت الذي تتجنب فيه موسكو الحديث عن النقاط الخلافية بين البلدين، تفاديا لأي تصعيد جديد.