بدأت الجماعة الثقافية المصرية برموزها الكبيرة في التأصيل الثقافي «لثورة 30 يونيو»، فيما قال أحد الرموز البارزة في هذه الجماعة وهو الدكتور مراد وهبة: «ثورة جماهيرية ليس لها مثيل في تاريخ الحضارة الانسانية». وإذا كان هناك اتفاق عام على أن مصر في مرحلة انتقالية منذ الخامس والعشرين من يناير 2011، فالشرعية الثورية هي أساس المرحلة الانتقالية» وهذه الشرعية مصدرها الشرعية الشعبية التي تساندها المؤسسة العسكرية الوطنية حسب آراء التيار الغالب في الثقافة المصرية. وتبدو الجماعة الثقافية المصرية منهمكة في محاولة توصيف حقيقة ماجرى ويجري منذ الثلاثين من يونيو 2013 وما إذا كانت هذه الوقائع الثورية تشكل ثورة جديدة ام موجة ثورية من موجات ثورة 25 يناير او تصحيح للمسار الثوري. وحذر العديد من المثقفين من محاولة اصطناع تناقض بين «يومي 25 يناير و30 يونيو» وتصوير 30 يونيو كثورة على ثورة يناير بما يخدم مصالح فلول النظام الاستبدادي السابق او يعيد انتاج هذا النظام بفساده واستبداده على اي نحو، فيما تبقى مباديء ثورة 25 يناير وشعارها الرئيس في الحرية والكرامة والعدالة هي البوصلة الهادية وسط زخم المتغيرات. وانطلق المئات من المثقفين المصريين عصر أمس الجمعة، في مسيرة قبالة مقر وزارة الثقافة ليتجهوا إلى ميدان التحرير لتفويض القوات المسلحة والشرطة بالقضاء على الارهاب فيما امتلأ هذا الميدان بكل رمزيته الثورية بالصائمين الذين جاؤوا لدعم الثورة ونبذ الارهاب في «منعطف ثوري حاسم واختبار كبير للارادة الوطنية المصرية».