اعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن سياسات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المنفتحة تجاه اللاجئين الهاربين من آتون الحرب في الشرق الأوسط، ستجعل من ألمانيا على المدى البعيد مكانًا آمنًا من الهجمات الإرهابية. فمن خلال إظهار التعاطف مع مئات الآلاف من اللاجئين المسلمين، بعثت المستشارة الألمانية برسالة إلى العالم مفادها، أن ألمانيا ليست في حالة حرب مع الإسلام، والأهم من ذلك هذا يعني أن غالبية المسلمين المقيمين بألمانيا لديهم كل الأسباب للتعاون مع السلطات الأمنية في الحرب ضد الإرهاب. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الكلام لا يمكن قوله في المجتمعات الإسلامية المهمشة والمتطرفة في باريس أو بروكسل والتي تأوي وتصنع التطرف. ورأت الصحيفة أن المفتاح الرئيسي لضرب الإرهاب هو الفوز بقلوب وعقول المسلمين الذين يعيشون في المجتمعات التي هي عرضة للتطرف من قبل دعاة الكراهية والجماعات الإرهابية مثل (داعش والقاعدة). وتابعت "أنه في حين ألقى منتقدوا ميركل اللائمة عليها عن الهجمات الأخيرة في بافاريا، فمن الممكن أن تصرفاتها أنقذت البلاد بالفعل من هذا النوع من الهجمات المنظمة بالقنابل والسلاح التي حدثت في فرنسا وبلجيكا، حيث انتشرت هذه الهجمات في ضواحي باريسوبروكسل والتي أصبحت حاضنة للإرهاب، فالكراهية والاستياء التي استفحلت داخل هذه المجتمعات قد تستغرق هناك أجيال للتغلب عليها". فضواحي باريس وضاحية موبلينيك ببروكسل امتلئت بالمسلمين الذين أصبحوا يشعرون بأنهم ليس لديهم أية فائدة في المجتمع، فالعديد من الشباب الذين يكبرون هناك يتوجهون للحرب في سورياوالعراق، وأولئك الذين يختارون البقاء يتجرعون المظالم ضد الدولة التي ترسل العديد من رجال الشرطة لهدم الأبواب عليهم واعتقالهم. واعتبرت الإندبندنت أن إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بأنه في حرب ضد داعش، يعتبره العديد من المسلمين الذين يتم اتهامهم بناءً على الدين أنه يعلن الحرب عليهم. ولفتت إلى أن الحقيقة هي أن السياسة الخارجية تلعب دورًا حيويًا في تطرف الإرهابيين، ذلك هو الدرس الذي استفادته فرنسا من خلال حرب العراق عندما عارضت حكومتها بشدة هذا الصراع، وخلال هذه الفترة كانت فرنسا خالية من الهجمات الإرهابية، في حين أن بريطانيا التي حرضت وشنت الحرب ضد صدام حسين، عانت من تفجيرات لندن في 7/7، وأسبانيا أيضًا، التي أيدت الحرب واجهت هجمات قطار مدريد في 2004. والآن تواجه فرنسا وبلجيكا هجمات إرهابية مُعقدة خطط لها من سورياوالعراق، بالإضافة إلى هجمات "الذئاب المنفردة" التي ينتمي منفذوها لنفس البلد وتم تحولهم للطرف من خلال الإنترنت. فأجهزة الأمن الفرنسية والبلجيكية غير الموثوق بها غير قادرة على جمع معلومات استخباراتية حيوية من هذه الأجزاء المهملة من مدنهم، وهذا يعني أن الاخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى هجمات على تشارلي إبدو، و باتاكلان، ونظام النقل ببروكسل ونيس يمكن أن تتكرر. "الصحيفة البريطانية" نوهت إلى أن طالبوا اللجوء الثلاثة الذين قاموا بهجمات في المانيا هذا الأسبوع كانوا قد وصلوا إلى البلاد قبل إعلان ميركل سياسات الهجرة للجميع العام الماضي، وهو ما يعني أن سياساتها لم تؤدي لتزايد الإرهاب كما يقول منتقديها. واختتمت الصحيفة مشيرة إلى أن نهج "الباب المفتوح للهجرة" أدى لحماية البلاد من الإرهاب أكثر من أي سياسة مكافحة الإرهاب، لأنه ساعد في طمأنة المسلمين داخل وخارج ألمانيا، مؤكدة أن الحكومة ليست في حربًا مع الإسلام.