ألقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير كلمته خلال القمة العربية العادية ال27 ، معربا عن سعادته في موريتانيا بلد المليون شاعر، وتقديره واعتزازه لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجهد الذى بذله في ظل قيادة بلاده لرئاسة القمة في دورتها السابقة. كما عبر عن بالغ شكره للدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق في مساعيه في خدمة قضايا الأمة العربية بصورة عامة وعلى مواقفه المشرفة تجاه السودان وشعبها، مقدما الشكر أيضا للدكتور أحمد أبو الغيط على توليه منصب الأمين العام ، متمنيا له التوفيق في مهامه. وأشار إلى أن هذه القمة تنعقد في ظروف بالغة التعقيد والدقة في ظل التحديات والمخاطر التى تواجهها الدول العربية مما يفرض عليها بذل المزيد من الجهود وتكثيف المشاورات ومراجعة آليات العمل المشترك. ولفت البشير إلى أنهم اليوم في أمس الحاجة لتفعيل دور الجامعة لحسم الخلافات والأزمات والسعي الجاد لوحدة الصف والكلمة. وأشار إلى أن من أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة هى القضية الفلسطينية - القضية المركزية للأمة العربية - مؤيدا دعم خيارات حكومة الرئيس محمود عباس أبو مازن في كافة مواقفها، مشيدا في الوقت ذاته بالمبادرة الفرنسية، وفقا لمشروع القرار العربي الصادر من المجلس الوزارة بتاريخ 28/5/2016 حول دعم المبادرة الفرنسية والتى أيدتها كافة الدول العربية. وأوضح أنه اتفق مع أبو مازن خلال زيارته الأخيرة للسودان على بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين بإنشاء شراكة سياسية ووضع العلاقات في إطارها الصحيح عبر توقيع عدد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية التى تدعم صمود الشعب الفلسطيني من خلال التعاون الثنائي. ولفت إلى أن الأمة العربية تمثل قوة بشرية واقتصادية لا يستهان بها، مشيرا إلى أنه إذا قدرت لهذه الموارد أن تتحد وتتكامل فسيكون للأمة العربية سبل الريادة والقيادة في كثير من مناحي الحياة العصرية، مؤكدا حرص السودان على تفعيل العمل العربي الاقتصادي المشترك، داعيا إلى ضرورة إنشاء آلية لتنفيذ مبادرة الأمن الغذائي العربي التى تعتبر من أهم مرتكزات الأمن القومي العربي. وعن الوضع في ليبيا.. قال الرئيس السوداني إنه يتابع ما يدور من أحداث في ليبيا ويعمل ضمن آلية دول الجوار الليبي بكل همة لدفع الفرقاء الليبيين للاصطفاف وتوحيد الكلمة من أجل القضاء على أعداء ليبيا الذين يسعون إلى تفتيت وحدتها، مؤكدا دعمه غير المحدود لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، مجددا تأكيده بأنه على استعداد لتقديم كل ماهو مطلوب لدعم حكومة السراج وتمكينها من الاضطلاع بمسئوليتها لتقديم الأمن والاستقرار في البلاد. وعن سوريا.. قال البشير إن غياب سوريا عن القمم العربية لا يقلل من الاهتمام بما يجري فيها، مجددا رفضه لكافة أعمال العنف وسفك الدماء، مؤكدا السعي في استعادة المبادرة في سوريا وعدم التعويل على المبادرات الدولية التى لا تزال تراوح مكانها لتضارب أجندة أصحاب المصالح ومطامعهم في المنطقة. ودعا إلى حل سلمي للأزمة السورية واتخاذ مواقف عربية تراعي احترام إرادة الشعب السوري لاختيار نظام الحكم بالطرق السلمية والديمقراطية.