خصصت صحيفة "تليجراف" البريطانية، افتتاحية عددها، اليوم الجمعة، للحديث عن الأحداث الجارية في تركيا، بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي وقعت الجمعة الماضية، وما تبعها من إجراءات حكومية وصفت بالاستبدادية. "تليجراف" ترى أن فرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، وتعليق بعض التزاماتها بالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، يثير المخاوف حول الطرق الاستبدادية التي ينتهجها الرئيس عقب محاولة الانقلاب الفاشلة. وذكرت الصحيفة أن الأسبوع الماضي تعرض عشرات آلاف من الأتراك إما للاعتقال أو الإعفاء من مناصبهم، وشملت هذه القرارات القضاة ة والجيش والشرطة وأساتذة الجامعات والمدرسين. وأضافت الصحيفة "تم اعتقال آلاف الأشخاص في خطوة للنيل من مؤيدي رجل الدين التركي الذي يعيش في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن، المتهم بالتخطيط لهذا الانقلاب الفاشل". وتابعت تليجراف "اتباع أردوغان سياسة البطش لسحق معارضيه قد يشكل بعض القلق للأتراك العلمانيين الذين يمثلون 50 % من أصل 70 مليون تركي"، مؤكدة أنه كلما استمر الرئيس في سياسة القمع، ستكون هناك صعوبة في تقبله كحليف لدى الدول الغربية، خاصة إذا ما استمر بتودده وتقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حذر تركيا بتعليق عضويتها من حلف الناتو، في حال استمر الرئيس التركي بسياسته الحالية تجاه معارضيه. وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "الخوف الحقيقي الآن يتمثل باستمرار تركيا بسياستها القمعية التي قد تتسبب بإدراج البلاد على قائمة الدول الإسلامية التي مزقتها الحروب الأهلية بسبب انتهاجها سياسة القمع".