وصل الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري إلى تنزانيا، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام؛ للمشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري الإفريقي للمياه. واجتمع الدكتور عبد العاطي فور وصوله، حسب بيانٍ صادرٍ عن الوزارة، اليوم الخميس، مع نظيره التنزاني، حيث تطرَّق اللقاء إلى بحث عددٍ من القضايا الهامة التي استهلها الوزير التنزاني بتوجيه الشكر إلى مصر لما تقدمه من منح في مجال آبار المياه الجوفية لأغراض الشرب بالاضافة إلى بناء قدرات العاملين التنزانيين. وأكَّد عبد العاطي حرص مصر على استمرار هذا الدعم، لافتا إلى أنَّ كافة مؤسسات الوزارة وعلى رأسها مركز بحوث المياه ومركز التدريب لا تألو جهدها في تنفيذ المشروعات التي تخدم الشعب التنزاني، فضلًا عن المضي قدمًا في نقل الخبرة المصرية في إدارة الموارد المائية وإدارة الجفاف، علاوةً على إعادة استخدام مياه الصرف والتي ترفع كفاءة استخدام المياه في مصر إلى ٩٠٪ والتي تعتبر من أعلى الكفاءات في العالم. وطلب الوزير التنزاني طلب نقل خبرة مصر في إدارة الجفاف نظرًا لانتشار الجفاف في مساحات كبيرة في بلاده، فيما وعد الوزير عبد العاطي بإمكانية النظر في ندب خبراء مصريين للعمل في مهمات طويلة الأمد لبناء قدرات العاملين بالوزارة التنزانية. وأشار عبد العاطي إلى أنَّ الهدف من تقديم مصر العديد من المنح لدول حوض النيل – وعلى رأسها دولة تنزانيا - هو الرغبة في تحقيق تنمية مستدامة لصالح تلك الدول ، الأمر الذي يعود بالنفع المباشر على جميع مواطني وشعوب دول الحوض بصفة عامة، والشعب التنزاني بصفة خاصة، مستدلًا في ذلك بآبار المياه الجوفية التي موَّلت مصر حفرها والتي وصلت إلى ٦٠ بئرًا لتخدم ما يقرب من ٢٠٠ ألف نسمة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من حفر ٤٠ بئرًا خلال المرحلة الثانية من المنحة المصرية لتخدم ١٥٠ ألف نسمة إضافية. واتفق الوزيران على أهمية استمرار التعاون الإقليمي بحيث يتم تحقيق مبدأ المنفعة للجميع وعدم الضرر، وإمكانية النظر في إنشاء ممرات تنمية لربط دول الحوض بمصالح مشتركة تعمل على تكامل تلك الدول بما في ذلك إنشاء خطوط نقل كهرباء وطرق وممرات ملاحية. وفي نهاية اللقاء، وجَّه عبد العاطي الدعوة لنظيره التنزاني لزيارة مصر في أقرب فرصة، وكذلك الاتفاق على استمرار التواصل ليتم تحديد الموعد المناسب طبقًا لأجندتهما لافتتاح الدفعة الثانية من الآبار التي تمَّ الانتهاء منها بإجمالي ٣٠ بئرًا في الأقاليم التنزانية المختلفة في المناطق التي لا تصل لها المياه السطحية.