«الرجل العناب» اسم غريب لمسلسل رمضانى، لكنه ليس بغريب على أبطاله هشام ماجد وأحمد فهمى وشيكو، الذين اعتادوا على تقديم الفكاهة والضحكة بطرق بسيطة وإفيهات خفيفة، وذلك من خلال أعمالهم الكوميدية السابقة التى اعتبرها البعض ناجحة وقيّمها الآخرون بأنها كوميديا مختلفة قدمت جيلا جديدا من الممثلين الكوميديين، لكن فى مسلسلهم الجديد خرج الأصدقاء الثلاثة عن نمطهم الاعتيادى فى هذه الأعمال، ولمدة 11 حلقة من مسلسل «الرجل العناب» كان كثير فى ترقب ظهور المشاهد الكوميدية التى قلت كثيرا فى هذا العمل، حتى فى ظهورها للحظات، كانت كوميديا الثلاثى باهتة والإفيهات لم تكن مضحكة بشكل كتفى، وحاول الأبطال الثلاثة خلقها سواء بالشكل الخارجى المختلف لشخصياتهم والتغيير من طريقة كلامهم وتعاملهم مع الآخرين. «الرجل العناب» كعادة أعمال هذا الثلاثى، كان من تأليفهم ومن إخراج شادى على، وتضمنت أحداثه التى تدور فى قالب من الخيال العلمى عالم مجنون «هشام ماجد»، يعتقد أنه توصل إلى تركيبة لعقار جديد مستخلص من زهرة العناب، التى اكتشف أنها تمتلك خصائص فريدة من نوعها تعمل على تنشيط جسم الإنسان، لذلك قرر أن تكون هذه الزهرة موضوع بحث تخرجه فى الجامعة، وعندما عرفت اللجنة بأن تركيبته لها آثار جانبية خطيرة قررت أن بحثه فاشل وبه كثير من المخاطر، لذلك قرر هذا العالم أن يطور من العقار وبدأ تجربته على أحد الأشخاص العاديين «أحمد فهمى»، الذى تحول بعدها إلى رجل خارق يشبه سوبرمان، والذى بدأ العالم المجنون الذى منحه هذه القوة، فى تدريبه ومحاولة إظهاره بشكل البطل الخارق الذى يحاول مساعدة الجميع، واتفق معه على أن يخدع الناس بمحاولة انتحاره من فوق برج القاهرة، وذلك حتى يظهر البطل فى الوقت المناسب لينقذه أمام عيون الملايين، وذلك فى نفس الوقت الذى يحاول فيه ضابط شرطة «شيكو» القبض عليه باعتباره خطرا على الشعب. هذا المشهد الأخير الذى ظهر فى المسلسل تم اقتباسه من فيلم أجنبى، ففكرة ظهور شخص يمتلك قوة جبارة ومحاولة أحد الأشخاص لتقديمه للناس بشكل بطل خارق هى نفس الفكرة التى احتوت عليها أحداث فيلم «Hancock» «هانكوك» من بطولة ويل سميث، وفيه جسد شخصية رجل يمتلك قوة خارقة لكنه سيئ السمعة ومعروف عنه الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية، لذلك حاول أحد رجال الأعمال السابقين تحسين هذه الصورة وإظهاره كبطل يساعد فى إنقاذ حياة كثيرين، وذلك عن طريق وضع سيارته أمام قطار حتى يأتى البطل لإنقاذه من الموت، وبخلاف هذه الفكرة احتوت الحلقة الحادية عشرة من المسلسل على مشهد آخر مقتبس من عمل أجنبى، حيث قام الرجل العناب باصطحاب صديقته فى رحلة خلوية فوق رأس تمثال أبو الهول، وهو الأمر المقتبس من فيلم «Jumper» «القافز»، الذى فى أحداثه قام البطل الذى يتمتع أيضا بقوة خارقة بنزهة خلوية فوق رأس أبو الهول. فكرة تقديم هذه النوعية من أعمال الخيال العلمى التى تشهد تحولات خارقة لأشخاص عاديين عن طريق العقاقير الكيميائية، وقدمها من قبل حسن يوسف فى فيلم «الحب سنة 2000» الذى عرض فى 1971، ورشدى أباظة فى فيلم «هاء 3» فى عام 1961، وعبد السلام النابلسى فى «عاشور قلب الأسد» الذى عرض فى 1961. وبعيدا عن هذه الاقتباسات والتشابه مع الأعمال الأخرى، لم تنجح إفيهات وقفشات الثلاثى هشام وأحمد وشيكو فى انتزاع الضحكة بشكل قوى من المشاهد، فالمسلسل كان مجمل حلقاته طويلا جدا مقارنة بأعمالهم السابقة، وربما كان ذلك سببا فى عدم تمكنهم من ملء هذه الحلقات بكمية كافية من القفشات والمواقف الكوميدية، التى فى المسلسل لم تظهر من هذا الثلاثى الكوميدى، بل قدمها أبطال العمل الآخرون مثل انتصار التى جسدت شخصية والدة العالم المجنون، وصلاح عبد الله الذى جسد دور رجل ثرى فاسد يسعى لإخفاء أعماله المشبوهة بدخول عالم السياسة وإنشاء حزب جديد.