"أنا ممكن أكون مدير كرة بالأهلي، وممكن أكون عضو لجنة كرة بالأهلي، وممكن أكون عضو بالنادي الأهلي، ولكني لا أمانع مطلقًا أن أجلس على "دكة" أمام بوابة النادي الأهلي «غفيرًا» لأن خدمة النادي الأهلي بالنسبة لي شرف، وحلم العمر كله، ومشوار العمر كله".. « طارق سليم » تلقت أسرة كرة القدم المصرية، خبر وفاة الكابتن طارق سليم بصدمة كبيرة، بعد أن وافته المنية، بعمر يناهز 79 عامًا، عقب صراع مع المرض، بمستشفى أنجلو أمريكان. من هو طارق سليم طارق سليم مواليد 15 يوليو عام 1937؛ وهو نجل المرحوم الدكتور محمد سليم والمرحومة السيدة زين الشرف، والشقيق الأصغر لصالح سليم الرئيس العاشر للنادي الأهلي، والكابتن عبدالوهاب سليم.
البداية انضم طارق سليم للنادي الأهلي بعد أن اكتشفه حسين كامل، الكشاف المعروف، وسرعان مع اندمج مع زملاءه وتألق، فتدرج حتى تم تصعيده للفريق الأول عام 1954 بناءً على تعليمات المرحوم الكابتن مختار التتش، وكان يتميز بمهارة فائقة في مركز الظهير الأيمن والأيسر ويتمتع بتصويبات قوية. طارق سليم والمنتخب تألق "طارق سليم" مع الفريق الأول، وانضم لصفوف منتخب مصر عام 1956، ونجح في الفوز بأربعة عشر لقب طوال مسيرته، منها 7 بالدوري المصري؛ و5 كأس مصر، وبطولة الجمهورية العربية المتحدة؛ كما فاز ببطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1959. وشارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1960 التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما، كما شارك في بطولة البحر الأبيض المتوسط وكأس العالم العسكري. الاعتزال اعتزل طارق سليم، كرة القدم، عام 1965 بعد 17 عاما بقميص النادي، واتجه لمهنتة الأصلية، وعمل كطيار حتى أصبح كبير الطيارين في الشركة الوطنية -مصر للطيران-. مدير الكرة بالنادي الأهلي طارق سليم تولى منصب مدير الكرة بالفريق الأول في أكثر من مرحلة، وكان مدير كرة يشهد له بالكفاءة وظل يخدم النادي حتى بعد وفاة أخية وأبيه الروحي الكابتن صالح سليم.
مواقف لا تنسى قاد طارق سليم النادي الأهلي في أوقات عصيبة، إبان مرض شقيقه رئيس النادي صالح سليم، وتصدى طارق لمحاولات عديدة من بعض اللاعبين للتمرد، كما تصدى لقرارات عكسية حاول اتحاد كرة القدم اتخاذها ضد النادي الأهلي بسبب جماهيره. ولا أحد ينسى المشهد التاريخي والإنساني، بحضور الكابتن طارق سليم، على كرسيه المتحرك، إلى منزل الراحل الكابتن حمادة إمام في منزله، وذهابه إلى العزاء لتقديم الواجب في وفاة رمز الزمالك، برغم مرضه. ولا أحد ينسى أيضًا بكاء طارق سليم فى تأبين المايسترو صالح سليم، حين قال: "صالح سليم لم يكن شقيقي وحدي ولا صديقي أنا وحدي.. كان شقيق كل المصريين".