انقلب الحال بين عشية وضحاها، وتحول نواب البرلمان من الوقوف بكل قوة للدفاع عن جهاز الشرطة، إلى إدانة "تجاوزاتها" الفردية الداخلية، وبدأوا في توجيه النقد اللاذع له، بعدما كانوا بالأمس مناصرين لوزارة الداخلية في أزمتيها مع نقابتي الصحفيين والأطباء، وأخيرًا مع طلاب الثانوية العامة في الشوارع. النائبة زينب سالم، عضو مجلس النواب أمين سر لجنة السياحة بالبرلمان، كانت من بين النواب الذين رحبوا بطريقة تعامل الأمن مع المظاهرات، وصرحت في السابق قائلة: "اللي يتظاهر ينضرب بالنار"، وبالأمس تحولت ل"ضحية" لأحد التجاوزات، حيث تعرضت لاعتداء داخل قسم شرطة مدينة نصر ولم تكن تلك الحالة الأولى التي يتعرض فيها نائب لتلك الوقائع، حيث أعلن حسن عمر حسنين، عضو مجلس النواب بمحافظة القليوبية، التقدم بطلب إحاطة، الأحد المقبل، ضد ضابط شرطة اعتدى بدنيًا على ابن عمه و2 آخرين، ومطالبة وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفاؤ، بفتح تحقيق عاجل في الواقعة. وقال النائب إنه أثناء تواجد ابن عمه و2 آخرين بفندق على الطريق الدائري بالتجمع الأول، فوجئوا بضابط شرطة يطلب منهم الهوية الشخصية داخل استقبال الفندق وتم احتجازهم لساعات، وعندما علم بالواقعة تحرك إلى المكان وقابله وأطلعه على هويته وسأله عن سبب الاحتجاز فأجابه بأنه يتحرى عنهم وأصر بتعنت شديد على اصطحابهم وتسليمهم لمديرية أمن القاهرة. وأضاف: "اتصلت بالدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، ووعدني بالتدخل للإفراج عن ابن عمي وصديقيه ومخاطبة وزير الداخلية لفتح تحقيق حول ملابسات الواقعة ومحاسبة المخطأ"، متابعًا: "حقي أنا وابن عمي عند رئيس البرلمان". وذكر النائب: "تلقيت معاملة سيئة أثناء محاولتي التدخل لإنهاء الأمر، خاصة بعد تأكد الضابط أن ابن عمي ليس متورطًا في أي قضايا وكأن تدخلي جعله يدخل في إطار العند وأخذ الموضوع على محمل شخصي ورفض تسليمهم بحجة التحري عنهم". وسبق هاتان الواقعتين اتهام النائب محمد عبد الغنى عضو مجلس النواب عن دائرة الأميرية والزيتون، أمناء شرطة مطار القاهرة بالتعدى عليه لفظيا قائلين له "إخرس"، بعد نقاش تطور إلى مشادة، كما اختطفوا منه كارنيه عضوية البرلمان الخاص به، حين حاول تعريفهم بنفسه. وتساءل عبد الغنى، "إذا كان أفراد الشرطة يتعاملون مع نائب فى البرلمان بتلك الطريقة، فكيف يتعاملون مع المواطنين البسطاء الذين لاحول لهم ولا قوة؟، مؤكدًا أنه حافظ على هدوئه ولم يخضع لاستفزازات شرطة المطار، لكنه فوجئ بوزارة الداخلية تصدر بيانا مغلوطا تتهمه فيه بالتعدى على أفراد الشرطة". وفي نفس السياق، كان لنائب آخر من الشرقية "مشكلة" مع أحد رجال الشرطة، حيث تعرض رائف تمراز، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية بالشرقية، لاعتداء من ضابط وأمين شرطة بإدارة مرور الزقازيق، خلال استخراجه شهادة بيانات فى إدارات المرور بالزقايق، قبل أن ينتهي الأمر بعد ذلك بالصلح.