تشعر وأنت تشاهدها وكأنها ظهرت من العدم، الانتشار الذى حققته صبا مبارك فى وقت قياسى والانتقال ما بين المسلسلات العربية بلهجات بلادها هما أكثر ما يلفت لهذه الممثلة التى مر على ظهورها الأول 15 عاما، وجود صبا فى الدراما المصرية بشكل مكثف حتى إنها أصبحت وجها رمضانيا اعتاد المشاهدون رؤيته ومتابعته سنويا، سبق ووجدت على خريطة الدراما العربية، من خلال عدد من المسلسلات أبرزها المسلسلات البدوية التى تعد أساسية فى الخليج العربى تحظى بنسبة متابعة عالية هناك، ملامح صبا جعلتها مناسبة للأدوار فى هذه النوعية من المسلسلات ويأتى على رأسها مسلسلان هما «نمر بن عدوان» و«عيون عاليا» هذا بالطبع بالإضافة إلى أن الأعمال الأولى التى شاركت فيها البطولة كانت أيضا تعتمد على الموروث الثقافى البدوى فى المعالجة، وبالطبع الدراما السورية ونجومها كانت لصبا أدوار معهم، وكذلك الحال مع فلسطين والقضية التى تؤرق كل العرب، فبحكم أنها أردنية وتنتمى لأصول فلسطينية من ناحية والداتها، فالقضية تحمل لها أبعادا أخرى عبرت عنها فى عديد من الأعمال ربما أهمها «الاجتياح» شهرته العالمية بعد حصوله على «إيمى» أهم جائزة تمنح للمسلسلات فى العالم، وفيلم «مملكة النمل» العام الماضى، المسلسل تدور أحداثه خلال الحصار الإسرائيلى لمخيم جنين عام 2002، والفيلم يتناول فكرة الصمود والتغلب أيضا على الحصار والحواجز الإسرائيلية. عام 2010 شاركت فى فيلم «بنتين من مصر» بكل ما أثاره هذه الفيلم من جدل بسبب ما يتعرض له من مشكلات تواجه النساء فى مصر، حتى إن البعض رأى أن الفيلم يشوّه صورة مصر، والبعض الآخر ما زال يصاب بالكآبة والحزن جراء مشاهدة الفيلم، لكن على جانب آخر هذا الفيلم هو خطوة صبا الأولى فى مصر، والتى لم تخطوها كطفلة صغيرة تتعلم السير، بل وضعت قدمها ورمت كل حملها على هذه القدم، ونجحت خطواتها الأولى وأعقبتها خطوات العام الماضى كانت الشخصية المحورية وراوية الأحداث فى مسلسل «حكايات بنات»، وصاحبة دور رئيسى فى مسلسل «شربات لوز». الدراما هذا العام تحمل ثلاثة وجوة لصبا، أحدهم كضيفة شرف فى الحلقات الأخيرة من مسلسل «آسيا» مع منى زكى، والثانى من خلال مسلسل «خلف الله» مع نور الشريف، وكلاهما لم يظهرا بعد، الثالث هو جميلة «قوادة» كما أنها فى الوقت نفسه زوجة داعية دينى من خلال مسلسل «موجة حارة»، هذا الدور تحديدا يعد نقلة فخروج صبا من دائرة دور الفتاة الخجولة والمثالية أتى أسرع من كثيرين، لتقدم شخصية تخدع من حولها على مستويات، مستغلة جمالها وذكائها لتحقيق مكاسب مادية والحفاظ على تجارتها ومهنتها الأساسية كقوادة، فمن ناحية هى تعمل مع جهاز أمن الدولة على فرض حصار أكبر على الشيخ سعد العجاتى الذى هو نفسه يتعاون مع الجهاز، وفى نفس الوقت وعلى الرغم من اشمئزازها المستمر من الشيخ تستغل زواجها منه كواجهة تخفى وراءها عملها كقوادة، مستغلة شركة السياحة الدينية التى تديرها إلى جانب محل الملابس ومركز التجميل المملوكين لها، دور جميلة يرسخ أكثر لصبا مبارك فى الدراما المصرية، فالفروق الطفيفة التى كانت تطل من نطقها للعامية المصرية اختفت تقريبا، والتنويع والظهور بجلد جديد نقطة تضاف لها أيضا، لتقترب صبا بشكل كبير من أن تكون عابرة للحدود والدول، تؤدى فى كل دولة بلسانها وبلسان حال أهلها معبرة عنهم وعن مشكلاتهم، هى كل شابات العرب المحبوسات بإسرائيل فى فلسطين، والبدوية المعاصرة التى لا تنسى أصلها وموروثها الثقافى، والسورية والمصرية والأردنية وغيرها من الملامح التى تكون الوطن من الخليج للمحيط.