عندما يتجه الجراحون لاستئصال ورم سرطانى يعمدون على ترك هامش ضئيل حول هذه الاورام من الانسجة السليمة وذلك للتأكد من دقة استئصال الورم الخبيث إلا أنه فى كثير من الاحيان يظل المريض تحت التخدير الكلى لمدة تزيد عن 30 دقيقة حتى يتم فحص العينة المستأصلة لمعرفة حيز هذا الهامش الواجب تركه. إلا أنه حتى فى هذه الحالة أيضا يمكن أن يغفل الجراحون أجزاء ضئيلة من الاورام السرطانية ليخضع المريض للجراحة مرة أخرى. وأمكن الآن بفضل تكنولوجيا حديثة أطلق عليها «المشرط الذكى» تقليل فرص الاخطاء أو انتظار النتائج الاولية للعينة المستأصلة وهو ما يقى المريض من مخاطر الخضوع للجراحة مرة أخرى. وتعتمد تقنية «المشرط الذكى» التى استخدمت فيها أحدث تكنولوجيا الجراحات الكهربائية على استئصال الخلايا السرطانية بالاضافة إلى إعطاء تقرير مفصل مباشر للجراح عن طبيعة الاورام المستأصلة وحالة الخلايا السليمة وهو ما يغنى الجراح والمريض معا عن الانتظار لمعرفة نتائج تحليل العينات المرضية. وكشف الباحثون فى معرض أبحاثهم، المنشورة فى العدد الاخير من مجلة «علوم الطب الحركى» التى أجريت على مدى فاعلية ونجاح «المشرط الذكى» فى غرفة العمليات الذي تم اختباره على 91 مريض حيث بلغت دقة تشخيص المشرط نحو 100% سواء بالتأكيد على استهداف خلايا الاورام السرطانية أو خلوها التام من هذا المرض اللعين. وكشف الفريق البحثى بجامعة «أمبيريال» البريطانية أن التقنية المستخدمة والتى تعرف بإسم «الجراحات الكهربائية» يرجع ظهورها لاول مرة الى عام 1920 إلا أنها سرعان ما تطورت وأدخل عليها العديد من التحديثات خاصة التحليلات الايونية. وتعتمد تقنية الجراحات الكهربائية الخاصة بالمشرط الذكى على إرسال موجات كهربائية لتسخين الخلايا الخبيثة المراد استئصالها والتخلص منها بأقل خسائر ممكنة أو فقدان كبير للدم لتتبخر الانسجة الخبيثة ويتم شفطها بواسطة شفاط دقيق. وشدد الباحثون على أن المشرط الذكى يعطى النتائج التحليلة الدقيقة للعينة فى غضون ثلاث ثوان من تحديدها ليصبح من السهل التخلص منها أو التأكد من سلامتها.