ارتسم الحزن على الوجوه التي فارقتها البسمة وخيم السواد فى كل مكان، هكذا حال أسر المسجونيين من الهلايل والدابودية بأسوان بعد إحالة 26 شخصا من أبنائهم إلى مفتي الجمهورية للتصديق على إعدامهم في أحداث القضية الشهيرة التي وقعت بينهم في أبريل عام 2014 والتي راح ضحيتها 28 شخصا من الطرفين. مأساة حقيقية وأوضاع اجتماعية صعبة تعيشها هذه الأسر خاصة بعد مضي أكثر من عامين على حبسهم، باعتبار إنهم العائل الوحيد لأسرهم، وفي اليوم ال 27 من شهر رمضان وتحديدًا عقب ليلة القدر "التحرير" التقت أسرتين من "الهلايل" من الأسر المحال أبناءها للمفتي بعد أن رفعوا أكف الضراعة لله بأن يتقبل دعائهم بالإفراج عنهم من خلال إصدار عفو رئاسي من الرئيس السيسي. تقول السيدة والدة سالم صبور سالم بمنطقة كوبري القش بخور عواضة شرق أسوان، إن لديها 3 من أبنائها ضمن المحكوم عليهم في القضية بإحالتهم إلى المفتي وهم: سالم ومحمد ومحمود، حيث تعيش الآن في ظروف وأحوال صعبة تجرعت خلالها كأس الحزن والأسى والمرارة منذ صدور تلك الأحكام المغلظة، بل إنها تموت وتحيا يوميا وتراودها الكوابيس في أحلامها خشية من تنفيذ أحكام الإعدام. السيدة السبعينية أقسمت أن أبناءها لم يكونوا فى مسرح الأحداث أثناء وقوع أحداث الهلايل والدابودية الشهيرة التى راح ضحيتها 28 شخصا، وأن تحريات الأمن هى التى قذفت بهم فى القضية، بل إنها تملك الآن شهادة جيرانها والأهالى بأن أبناءها كانوا فى محل عملهم وقت وقوع الأحداث. وتابعت "أبنائي أرزقية يعملون باليومية وجهادهم فى الحياة من أجل الحصول على لقمة العيش الحلال، ومنذ تلك الأحداث والحال وقف تمام فى البيت وأصبحنا لا نجد حتى قوت يومنا، وإن اعتمادنا الأكبر على مساعدات أهل الخير". وأضافت أنه من غير المعقول والمستحيل أن تقود التحريات الأمنية 3 من بيت واحد إلى منصة الإعدام دفعة واحدة، آملين من الله ثم الرئيس السيسي بالإفراج عن إبنائنا وأبناء الدابودية بصدور عفو رئاسي. ومن هذه الأسر إلى أسرة "عبد الحكيم صاوي حسن" بنفس المنطقة بخور عواضة لتكمل لنا المأساة الإنسانية التى تعيشها هذه الأسر. وتقول والدة عبد الحكيم صاوي إن لديهم اثنين من المحالين إلى المفتي في تلك الأحداث هم "عبد الحكيم وشاذلى عبد الحليم". وأشارت إلى أنها منذ صدور أحكام الإعدام لم يبل لها ريق على حد تعبيرها بعد أنها هجرت الطعام والشراب إلا قليلا من أجل البقاء على قيد الحياة. معتبرة أنها بدأت صيامها مبكرا قبل شهر رمضان من قلة الطعام وهو الأمر الذى أدخلها فى دوامة من المرض بعد أن اعتصرها الحزن والألم الذي لا يفارقها. وأضافت أن حزنها الأكبر أنها لا تملك المال اللازم لتوكيل محام لنقض الأحكام الصادرة على أبنائها بعد أن علمت أن القضية تحتاج إلى أموال كثيرة لصالح إجراءات التقاضي والنقض حتى وقف الحكم حتى أنها علمت أن أتعاب أي محامي تصل لمليون جنيه للترافع فى القضية. وفي سياق متصل قرر محافظ أسوان مجدى حجازى تقديم مساعدات اجتماعية لأسر الهلايل والدابودية سواء أسر المتوفين فى الأحداث الشهيرة التى وقعت بين العائلتين أو لأسر المتهمين بواقع ألف جنيه لكل أسرة من الطرفين وذلك بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، يستفيد منها 46 أسرة من الهلايل و44 أسرة من الدابودية.