قد يكون 10 أفلام روائية طويلة عدد قليل لمخرج أثبت أنه قادر على صنع سينما مختلفة وجديدة، إلا أنها مع علي بدرخان تعد إرثًا سينمائيًا له قيمته، فقد رفض الأفلام التجارية إيمانًا منه بأهمية السينما وصناعتها، فقال ذات مرة "أنا مخرج مصري، هاوٍ للسينما ولست محترفًا، لا ارتزق منها، ليست عندي طموحات شديدة، لا في مهرجانات ولا نقد، فطموحي كله أن يقول الناس فيما بعد إن هذا الرجل كان مهتماً بقضايانا" وهو ما أثبته في أهم أفلامه ومنها "الجوع"، "الكرنك"، و"الراعي والنساء"، و"شفيقة ومتولي". موهبة متميزة، وثقافة سينمائية كبيرة، استطاع من خلالهما علي بدرخان، أن يصبح واحد من أهم مخرجي جيله، بجانب وراثته للسينما من أبيه أحمد بدرخان أهم مخرجي السينما المصرية، فقد نشأ في جو سينمائي، أثر في تكوينه بالتأكيد. التحق علي بدرخان بالمعهد العالي للسينما وتخرج منه عام 1967، وحاز بعدها على منحة للتدريب في استوديوهات مدينة السينما الإيطالية لمدة عامين كاملين، ثم بدأ بعدها العمل في السينما التسجيلية. وأخرج خلال تلك الفترة عدة أفلام منها "عم عباس المخترع" عام 1983- و"الخروج من بيروت" عام 1985، حتى عمل مساعدًا للإخراج في عدد من أهم أفلام السينما المصرية، ومنها "العصفور" و"الاختيار" ليوسف شاهين، الذي قال عن بدرخان "يمكنني أن أمرض أثناء العمل في فيلم إذا كان مساعدي هو علي بدرخان، أعرف أنني يمكنني أن اعتمد عليه تماما في غيابي وسيقوم بكل شيء كما لو كنت موجودا". نصف أفلام بدرخان كانت من بطولة زوجته الفنانة سعاد حسني، التي جمعته به قصة حب، تعد من أشهر القصص الرومانسية في الوسط الفني، فقد تعرفا أثناء تصوير فيلم "نادية"، حين كان يعمل فيه مساعد مخرج بجانب والده أحمد بدرخان، حتى انفصلا بسبب ارتباطه بفتاة أخرى. ساهم بدرخان بدور حاسم في نقل سعاد حسني من مرحلة السينما التجارية ذات الطابع الشبابي إلى مرحلة النضج السينمائي، ويعد فليما "الراعي والنساء" و"موعد على العشاء" مثال بارز على هذه النقلة النوعية. صرح بدرخان من قبل أن فيلم الجوع المأخوذ عن رواية الحرافيش للأديب الكبير نجيب محفوظ، يعد من أكثر الأفلام التي تحمس لها، فقد كان نوعا من التحدي له. نال بدرخان أكثرمن 10 جوائز أهمها جائزة نقاد السينما، والجائزة الأولى بمهرجان نانت في فرنسا عام 1980.