رغم أن النجمة يسرا مزجت فى أدوارها التى قدمتها خلال مشوارها الفنى بين أدوار الشر والخبث والطيبة التى جعلتها تشعر بالظلم أحيانًا، فإنها تستطيع فى كل شخصية تجسدها خطف أنظار المشاهدين نحوها، وهذا أيضًا ما تحقق مع بدء عرض حلقات «فوق مستوى الشبهات»، لتكون بها فى صفوف الأعمال الأكثر مشاهدة التى تثير الجدل فى مواقع التواصل الاجتماعى، متأملين أفعال الشر التى ستدفعها إليها رغبتها فى الانتقام، وهو ما تكشفه حلقات العمل. «التحرير» تحدث مع يسرا حول تجربتها مع «فوق مستوى الشبهات»، وتقييمها لهذا العمل، والأصداء التى حققها حتى منتصف أيام شهر رمضان. كيف وجدت ردود الفعل عن «فوق مستوى الشبهات»؟ سعيدة للغاية بالنجاح الذى حققته بعد عرض نصف حلقات المسلسل، الذى لمسته من خلال قراءاتى لكتابات النقاد، وتعليقات الجمهور، التى كشفت لى أن العمل لا يتابعه فقط الكبار، إنما كل الأعمار، وهذا ما جعل فرحتى به غير عادية، إلى جانب شعورى بأن اختيارى لشخصية «رحمة» التى أجسدها فى العمل كان صائبًا رغم كمية الشر التى تحملها فى نفسها. هل هذا يعني قلقك من شر «رحمة»؟ بالطبع، فالدور لم يكن سهلًا، لذا أشكر كل المؤمنين بى، والقادرون على التفريق بين أن هذا فن وتمثيل، وليست شخصيتى الحقيقية، وعندما تابعونى فى دور جديد صحيح أنه شر، لكنهم أحبونى ولم يكرهونى، وهذا شىء مهم جدًّا، ويؤكد أن الجمهور يعى تمامًا طبيعة عمل الممثل، ويقدر اجتهادى فى التعبير عن الشخصية التى أجسدها، خصوصًا أن «رحمة» شخصية موجودة فى حياتنا، أى أنها ليست غريبة علينا أو غير واقعية.
وما أبرز الصعوبات التي واجهتك معها؟ هى شخصية مركبة، وتحمل فى ذاتها تغييرات نفسية عديدة، من خلال المراحل التى تنتقل منها، لذا لم أكن أتوقع أن ينال كل هذا الإعجاب بحكاية المسلسل وبالدور أيضًا، وأن يصبح حديث الناس فى مواقع التواصل وفى الشارع أيضًا، ويمنحوه تركيزهم، لمتابعة ما سيحدث مع «رحمة»، وما ستفعله بحق الأفراد المحيطين بها بدءًا من أفراد أسرتها وصولًا إلى جيرانها وأصدقائها، وهذا أعطانى إحساسًا بالسعادة الكبيرة. هل يمكننا اعتبار ذلك لأنها من المرات القليلة التي تقدمين فيها أدوار الشر؟ قدمت الشر فى بعض الأعمال منها مسلسل «سرايا عابدين»، فالملكة «خوشيار هانم» لم تكن طيبة، والشر عندها كان «شكل تانى» مرتبطًا بالحكم فى الفترة الزمنية التى دارت فيها أحداث العمل، أيضًا فى فيلم «نزوة» الذى جسدت فيه شخصية امرأة تحمل شرًّا أيضًا، فهى أجرت علاقة مع أحمد زكى الذى كان متزوجًا من شيرين رضا، وتكون هذه العلاقة سببًا فى قلب حياته رأسًا على عقب، لكن ربما نسى الجمهور أدوار الشر التى قدمتها، مما جعلهم يشعرون بالمفاجأة عند تقديمى ل«رحمة». وما أبرز الصعوبات التي واجهتك في هذا الدور؟ الصعوبات مرتبطة ب«الشعرة» التى تساعدنى فى الحفاظ على إخفاء حقيقة هذه المرأة، وما تحمله فى داخلها أمام المتعاملين معها، خوفًا من أن يظهر عليها أى تصرف أو حتى نظرة غريبة توضح وتفسر ما تخفيه، وهو ما فرض علىَّ تقديم أداء ليس فقط بلغة الجسد، إنما أيضًا بالعيون، واكتشفت من ردود الأفعال أن الجمهور شعر بذلك بالفعل، لذا «مبسوطة إنى عرفت أخدع الناس». كانت «رحمة» في إحدى مراحلها عضوًا في مجلس الشعب، ثم أزمتها فيه بسبب تزويرها لشهادة الدكتوراه الحاصلة عليها.. هل هذه الواقعة تشير إلى إسقاطات على أحد أعضاء المجلس؟ لا العمل بعيد عن فكرة الإسقاطات، رغبنا فقط من عضويتها فى المجلس أن نشير لكونها امرأة فى مركز ومكانة مرموقة، وتصدير صورتها كشخصية عامة، وليست مجرد امرأة عادية. وما سر استمرارك في التعاون مع المنتج جمال العدل؟ هو من أهم المنتجين فى الدراما التليفزيونية، ودائمًا أعمالنا التى نتعاون فيها مع بعض تحقق نجاحات كبيرة، وبيننا ترابط وتفاهم نشأ من العمل فى السنوات الماضية، كذلك تجمعنا حالة ترابط جميلة جدًّا، وأفخر بإنتاجه ل«فوق مستوى الشبهات»، وخروجه بهذا المستوى المتميز. ألا تجدينها مغامرة منك لبطولة عمل من تأليف مجموعة من الشباب؟ بالعكس، لم أكن قلقة على الإطلاق، فالمؤلفون الشباب الثلاثة محمد رجاء، وعبد الله حسن، وأمين جمال، بذلوا مجهودًا غير طبيعى و«بصراحة فرحانة بيهم»، كما أننى صاحبة شخصية «رحمة»، إذ أخبرتهم برغبتى فى تقديمها بشكل معين حددته لهم، كذلك الخلفية التى نشأت عليها، ومنها انطلقوا فى الكتابة، كما أن د.مدحت العدل هو المشرف الدرامى للعمل، وأشكره بشدة على هذه المهمة. ولماذا اخترت هذه الشخصية؟ لأننا نقابلها فى الحياة التى نعيشها يوميًّا، إذ نتعامل مع أشخاص لا نعلم حقيقتهم، ومن الممكن أن «نسلّملهم» كل حياتنا دون أن ندرى أنهم قد يكونون سببًا فى أوجاعنا يومًا ما، أو يكسرونا، والمسلسل جاء ليقول للمشاهدين «لازم تفوقوا وتاخدوا بالكم من اللى حواليكم»، ولعل ذلك كان واضحًا فى كلمات أغنية «يا ناس» التى تم تقديمها فى تتر العمل، وقدمها المطرب الشاب محمد رشاد بأداء «يجنن»، على لحن جميل لعمرو مصطفى، حتى خرجت منظومة «فوق مستوى الشبهات» بشكل متميز. وما تقييمك للحلقات الأولى من المسلسل؟ سعيدة برؤية ومجهود المخرج العظيم هانى خليفة، كذلك النجوم الذين شاركونى البطولة منهم سيد رجب، والمتألقتان شيرين رضا، ونجلاء بدر، أيضًا ناردين فرج، ومراد مكرم، وباسل الزارو، جميعهم قدموا أدوارهم باقتدار واضح، حتى هؤلاء الذين قدموا أدوارًا صغيرة منهم وكلاء النيابة، والشاب الذى يخبرنى ما يجرى فى الكومباوند عبر التليفون، «كل الناس كانت بتشتغل من قلبها، وأنا سعيدة بكل النجاح ده، وأتمنى إنه يكمل لحد آخر حلقة». وما الأعمال التي تتابعينها خلال شهر رمضان؟ بسبب انشغالى فى تصوير المشاهد المتبقية من المسلسل، لا أتمكن من متابعة المسلسلات بانتظام، لكن أشاهد سريعًا حلقات من «ونوس»، و«جراند أوتيل»، و«أفراح القبة»، الأعمال الثلاثة قوية ومميزة، كذلك مسلسل الزعيم عادل إمام «مأمون وشركاه». وما مشروعاتك الفنية المقبلة؟ أحضر لفيلم «أهل العيب» للمؤلف تامر حبيب، وتشاركنى البطولة منة شلبى.