- أثبت ب«فوق مستوى الشبهات» أننى قادرة على تقديم كل الأدوار.. وأستشير طبيبًا نفسيًا لمساعدتى فى تكوين الشخصية - تأثير المعاملة السيئة للأطفال على سلوكهم فى المستقبل قضيتنا الأساسية.. ونعرى مدعى البراءة والمبادئ فى المجتمع - خروجى من رمضان العام الماضى كان فى صالحى.. وعودتى لمناقشة القضايا الاجتماعية أمر طبيعى بعد غياب عام عن المنافسة الرمضانية، وغياب عامين عن مناقشة القضايا الاجتماعية، عادت الفنانة يسرا إلى السباق بمسلسل «فوق مستوى الشبهات» الذى تتحدى فيه نفسها، بتقديم شخصية «شريرة» لأول مرة فى مشوارها الفنى. تقول يسرا: تحمست لشخصية «رحمة» فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات» لأنها تشبه شخصيات كثيرة فى المجتمع، نكتشف بعد التعامل معهم أنهم ليسوا بالبراءة التى يدعونها أمام الآخرين. ورغم أنها شخصية مثقفة، شديدة الذكاء، تستطيع التحكم فى مصائر الآخرين، عن طريق الإقناع وليس بالضغط، فهى تعرف مفاتيح كل شخصية، الا أنها تستخدم كل امكاناتها ومهاراتها فى الشر والغل، نتيجة لعقدة تعانى منها. فالمسلسل يلمس قضية فى غاية الأهمية، وهى تأثير تعامل الأب والأم مع أطفالهم على حياتهم فى المستقبل، فكل الأخطاء التى يرتكبها الوالدان فى حق الطفل، وان كانت تمر أثناء تربيته، لكنها المكون الأساسى فى تشكيل شخصيته عندما يكبر، وبالتالى تنعكس سلبا على المحيطين به فى المجتمع. وهناك طفل يولد بطبيعته يحمل جينات «الشر»، وتعامل الآباء معه بقسوة يزيد من هذه الجينات، وبالتالى يكون انسانا مؤذيا للمجتمع عندما يكبر. * هل كان اختيارك تقديم شخصية «شريرة» تحديا؟ تقديم شخصية «شريرة» اختبار مهم جدا، وكراهية المشاهدين ل«رحمة» سيكون معيار نجاحى فى رمضان. فهذه الشخصية أريد من خلالها أن أثبت للناس أننى أستطيع تقديم كل الشخصيات، وليس فقط الأدوار «الطيبة»، التى تقدم المواعظ. لذلك كان قرارى أن أقدم دور «شر» لأول مره فى رمضان، لأثبت للغير أن الممثل يستطيع أن يقنعك بأى شىء، إذا أراد ذلك. لكن هذا لا ينفى أننى أحب كل الشخصيات الطيبة التى قدمتها، وجميعها كان يحمل رسائل مهمة ومعنى، حتى اذا كان البعض يرانى أقدم مواعظ. وأريد لفت الانتباه لنقطة مهمة جدا، أن ملك الشاشة فريد شوقى كان يقدم أدوار الشر، عكس حقيقته الطيبة، وكذلك محمود المليجى وتوفيق الدقن وستيفان روستى، فتقريبا كل النجوم الذين قدموا أدوار الشر، هم أشخاص طيبون فى الواقع. * ولكنك قدمت بالفعل دور الشر من قبل فى مسلسل «سرايا عابدين»؟ لا أعتبر أن «خوشيار» التى قدمتها فى «سرايا عابدين» شخصية شريرة بالمعنى المقصود للكلمة، فهى فقط كانت امرأة تعشق السلطة، ومعظم مواقفها كانت تحمل قدرا كبيرا من الكوميديا، عكس شخصية «رحمة» فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات» التى تقوم على الشر من بدايتها حتى نهايتها. وبالمناسبة، كان تجسيد شخصية «شريرة» مجهدا جدا بالنسبة إلى، لأننى أقدم شخصية عكس حقيقتى، ولكن هناك مقربين منى يرفضون هذا الاتجاه، وفى مقدمتهم والدتى، التى قالت لى عندما شاهدت برومو المسلسل حتى قبل عرضه «لا أريد أن أراك شريرة»، رغم أنها تعرف أن كل شىء تمثيل، وأن هذه ليست حقيقتى. * هل الشخصية التى تقدمينها تعانى من مرض نفسى؟ بالفعل هى شخصية مريضة نفسيا، نتيجة الظلم الذى تعرضت له فى طفولتها، وأكد لى المستشار النفسى للمسلسل الدكتور نبيل القط، أن هذه الشخصية يمكن أن يتطور بها الأمر فى الواقع إلى أن تؤذى نفسها، ولكنى رفضت عدم تطورها فى المسلسل إلى هذه المرحلة، حتى لا يتأثر بها المشاهد، ويقلدها. وفضلت التوقف عند الرسالة الأساسية للمسلسل، بأن من يتعرض للظلم فى الصغير، يظلم نفسه والمجتمع فى الكبر. * إلى أى مدى «رحمة» تحمل إسقاطا على الواقع الذى نعيشه حاليا؟ بالفعل المسلسل، يحمل إسقاطا كبيرا على الواقع، فهناك شخصيات فى المجتمع، تعمل طول الوقت على تصيد أخطاء الآخرين، حتى تحلل لنفسها ما ترتكبه من أخطاء، بدلا من أن تصلح نفسها. وهذا هو محور أحداث المسلسل، فالشخصية التى أجسدها تسعى جاهدة لأن تكشف الأخطاء الكبيرة لمن حولها، حتى تبدو أخطاؤها بسيطة وصغيرة. فمثلا ضمن الأحداث هناك مشهد عزاء، يتحول إلى نميمة بدل الحزن، الموجودين بدلا من أن يعملوا على مواساة أهل الميت، يتحدثون عنه فى منزله بما لا يليق، وهذه هى طبيعة مجتمعنا الآن. فمسلسل «فوق مستوى الشبهات» يعرى المجتمع الذى يدعى البراءة، والمبادئ والأخلاق والطيبة، على عكس حقيقته، فكثير من البشر نتعامل معهم بحسن نية يوميا دون أن نكتشف حقيقتهم السيئة، أو الوجه الآخر لشخصياتهم. * لماذا غيرتم اسم المسلسل أكثر من مرة؟ المسلسل كان اسمه فى البداية «خيط حرير» تم تغييره إلى «رصاصة رحمة»، قبل أن نستقر جميعا على «فوق مستوى الشبهات» والحقيقة أن هذا الاسم أكثرهم تعبيرا عن فكرة ومعنى شخصيات المسلسل، خاصة التى أقدمها، فهى تسمى «رحمة» لكن أفعالها ليس لها أى علاقة بفعل الرحمة. كما انها امرأة بالفعل فوق مستوى الشبهات، لأنها فى مكانة عالية جدا اجتماعيا، والجميع يراها كذلك، لكنها فى الحقيقة كلها شبهات. * فكرة عدم عرض المسلسل حصريا.. هل إيجابية أم سلبية؟ عندما كانت الفضائيات محدودة، كانت فكرة الحصرى لها قيمة كبيرة ومهمة، أما اليوم بعد عدد زيادة القنوات إلى هذا العدد الكبير جدا، أصبح المسلسل الحصرى يتعرض للظلم. فأنا شخصيا، أعتبر أن جزءا كبيرا من نجاح مسلسلات العام الماضى أنها لم تكن تعرض بشكل حصرى، كانت تقابل المشاهد فى كل قناة وفى أى وقت دون أن يبذل عناء البحث عنها. وبالمناسبة، كان مسلسل «ملك روحى» من أول المسلسلات التى عرضت حصريا على mbc، عندما رفضه التليفزيون المصرى وكان الشاشة الأهم فى هذا الوقت، فعرضته mbc حصريا، وحقق نجاحا منقطع النظير، حتى فى عرضه الثانى. * هذا العمل أيضا يشهد تعاونك مع مؤلفين شباب يكتبان لأول مرة.. لماذا قررت المجازفة؟ الصدفة وحدها هى التى جمعتنى بمؤلفى المسلسل، فبعد انسحاب المؤلفة مريم ناعوم، كنت فى شركة العدل، فعرفنى الدكتور مدحت العدل عليهما، فسألتهما دون أن أقرأ لهما شيئا، «تكتبولى المسلسل؟، فلم يصدقا ما طلبته منهما، وعندما كررت عليهما السؤال، علما أننى جادة، وطلبت منهما أن يكتبا الحلقة الأولى فى 24 ساعة وهو ما حدث بالفعل، واكتشفت بعد قراءة الحلقات الأولى أن لديهما رؤية جيدة جدا، ويكتبان الحوار بشكل غير تقليدى. لذلك أنا سعيدة بالتعاون معهما، واتوقع ان يكون لهما مستقبل جيد. * أخيرا.. كيف ترين عودتك للعمل مع العدل بعد انقطاع 4 أعوام تقريبا وللمنافسة فى رمضان بعد غياب العام الماضى وللقضايا الاجتماعية بعد الاتجاه للتاريخ عامين من خلال «سرايا عابدين»؟ نبدأ بالعودة للتعاون مع عائلة العدل، الذين اعتبرهم أخوتى، حتى إذا اختلفنا ذات يوم، فالطبيعى أن نتجاوز هذا الخلاف مثل كل الأخوة، لذلك أشعر بأن هناك سعادة متبادلة بعودتى للعمل معهم. وأريد التأكيد على أن جمال العدل منتج كبير جدا، ويفهم جيدا ماذا يريد أن يفعل، رغم أن السوق لم تعد بالسهولة التى كان عليها من قبل. وبالنسبة للعودة للقضايا الاجتماعية فهذا كان طبيعى، لأن مسلسل «سرايا عابدين» كان أمرا عارضا، وليس فى حساباتى بالمرة، لكنى أدعى ان عودتى للاجتماعى هذه المره مختلفة تماما، واخترت ذلك لأنى شعرت بأن المجتمع يمر بأزمة كبيرة جدا، وان كل انسان أصبح مريضا نفسيا، وهناك أكثر من طبيب نفسى أكد لى أن الفترة الأخيرة أصبح كثير من المواطنين يترددون على الطبيب النفسى، ليس لأنهم مجانين، ولكن لأن الجميع أصبح يشكو حتى من الأمور التى كانت من قبل عادية. أما العودة لرمضان، فأنا لم أتغيب عن المنافسة الا العام الماضى فقط، بسبب تأخرنا فى تصوير الجزء الثانى من سرايا عابدين، ففضلت الخروج من رمضان على أن اقدم مسلسلا غير جيد. فالفنان عندما يقدم مسلسلا ليس على المستوى المتوقع منه، يعرض نفسه لخسارة كبيرة، فالتواجد من أجل التواجد ليس مكسبا على الإطلاق، وأجزم انه يعود بالفنان إلى الخلف.