ترددت خلال طفولتنا العديد من التحذيرات التى حرص أى أب وأم على ترديدها على مسامع أطفالهم بعدم ابتلاع العلكة أو اللبان، وكثيرًا ما أتت تلك التحذيرات في صورة تهديدات ليس لها أساس من الصحة، مثل أن اللبانة ستلتصق في حال ابتلاعها بجدار المعدة أو الأمعاء، وأنها تظل داخل الجهاز الهضمي لسنوات طويلة قد تصل إلى ست سنوات، ولكن ما حقيقة المخاطر التي يسببها ابتلاعها؟، حسبما أوردت مجلة فوكاس الإيطالية. أوضحت المجلة أن عملية الهضم تتم عبر ثلاث مراحل أساسية أولها المضغ، الذي يتم فيه تقطيع الطعام إلى أجزاء كبيرة نسبيًّا، ثم تأتي المرحلة الثانية وفيها تعمل الإنزيمات والبروتينات الموجودة في اللعاب وفي المعدة على تفتيت قطع الغذاء بشكل أكبر، واستخلاص المكونات الأساسية منها التي من المنتظر امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وفيها تحلل العصارات المعدية ما تبقى تمهيدًا لإخراجه في هيئة فضلات. وتتكون اللبانة عادة من مادة مطاطية ومكسبات طعم ورائحة وسكريات وزيوت نباتية، وجميعها، فيما عدا المادة المطاطية، مواد يمكن تحللها وامتصاصها من قِبل الجسم، أما المطاط فيقاوم الإنزيمات والأحماض والبروتينات وبالطبع يقاوم المضغ، وكان قديمًا تصنع تلك المادة المطاطية المستخدمة في اللبان من مادة طبيعية مستخرجة من أشجار المنلكارا، أما مؤخرًا بدأ تصنيع المادة المطاطة في اللبان من مادة صناعية أكثر مقاومة للذوبان في المياه ولمراحل عملية الهضم. وبعكس ما هو شائع فإنه على الرغم من عدم تحلل اللبانه وهضمها إلا أنها تمر بسلاسة عبر القنوات الهضمية حتى تخرج من الجسم عبر فتحة الشرج خلال يومين فقط، إذ إنها تتبع في ذلك القاعدة المعروفة عن الأجسام الغريبة التي تدخل إلى القنوات الهضمية ولا يتم هضمها، ففي حالة ابتلاع جسم صلب لا يتجاوز قطره 2 سم يمر عبر القنوات الهضمية حتى ينتهي إلى المستقيم خلال يومين فقط، وبذلك فإن مهمة طرد اللبان خارج الجسم تعتبر أسهل إذ إنها جسم ليّن. ويكمن الخطر الحقيقي في ابتلاع اللبان لدى الأطفال إن لم يتم السيطرة عليهم، إذ إن تكرار هذا الفعل بكثرة يمكن أن يؤدي إلى انسداد معوي الذي لا يوجد حل للتعامل معه سوى التدخل الجراحي.