يعد هزيمة مرشح الحرية اليميني المتطرف "نوربرت هوفر" في الصراع الرئاسي المحتدم بالنمسا على يد المرشح المستقل "ألكساندر دير بالين" زعيم حزب الخضر السابق، أبدى العديد من اللاجئين بالنمسا سعادتهم بهذه النتيجة التي ستسمح لهم بالبقاء في البلاد دون اضطهاد. وبحسب ما قاله "مهند محمد" أحد اللاجئين الذي وصل للنمسا منذ عام ونصف لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن "فان دير بالين انتخب من أجل أوروبا.. فهو لا يريد أن تغلق النمسا حدودها أمام اللاجئين". وأوضح "محمد" أن الرسالة الواضحة التي فهمها من المرشح اليميني نوربرت هوفر، أنه لا يحب المسلمين.. فهو يعتقد أننا جميعا إرهابيون، ويحمل بندقية ليحمي نفسه من اللاجئين. وأشارت الجارديان إلى أن محمد البالغ من العمر 20 عامًا، كان حريصًا على عدم إظهار انزعاجه من صعود حزب الحرية اليميني المتطرف في الآونة الأخيرة بالنمسا، حيث قال: إنه "ضيف في هذا البلد، وما يود التأكيد عليه هو أن هناك الكثير من النمساويين الجيدين هنا حقًا"، لافتًا إلى الصحفي النمساوي الذي منح له شقته بفيينا لإجراء الحوار مع الصحيفة. وأعرب "محمد" عن مخاوفه، بينما كان يتم فرز أصوات الصناديق البريدية، حيث اعترف أنه يخشى أنه في حال فوز "هوفر" سيقول لهم: "يجب أن تعودوا لمنازلكم"، مضيفًا "بالطبع نحن لا يمكن أن نعود، ولكن لأنه يطلق علينا مقاتلين داعش، أخشى من ضغط أنصاره عليه بسبب التوقعات التي تغرس في نفوسهم". من جانب آخر، أفاد "نسيم" سائق من إيران وصل إلى النمسا منذ 41 عامًا، وكان عمره حينها 19 عامًا، أنه صوَّت لدير بالين، ليس لأنه يخشى من أراء حزبه المناهضة للاجئين، ولكن القلق الأكبر بسبب العواقب الاقتصادية". وأضاف "أتذكر عصر فالدهيم جيدًا"، مشيرًا إلى الرئيس النمساوي السابق المثير للجدل الذي انتخب عام 1986، والذي كان أمينًا عامًا للأمم المتحدة، وخدم في (فيهرماخت) والذي كان يشبه الجرائم النازية. وأوضح أن العقوبات التي فرضت علينا حينها كان لها أثرًا سلبيًا على الاقتصاد". وفي بيان الترحيب بفوز دير بالين، قال رئيس مؤتمر الحاخامات الأوروبي، الحاخام غولدشميت، أمس الاثنين: "هذه علامة واضحة على أن أوروبا بدأت تدرك أن سياسية الخوف والكراهية ليست هي الحل لكثير من التحديات التي تواجهها القارة".