حصلت "التحرير" على صور الشهيد حسام السيد راشد 22 عامًًا، الذي استُشهد إثر إصابته برصاص قناص، خلال هجوم إرهابي على كمين تابع للقوات المسلحة بشمال سيناء، وشيعت جنازته أمس الجمعة، من مسقط رأسه قرية قصر الباسل بالفيوم، واكتسى منزله بالسواد والبكاء. جنازة بعد جنازة.. الشهيد المنتظر وكان آخر ما كتب الشهيد على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، قبل استشهادةه: "وفاة بعد وفاة وجنازة بعد جنازة.. اللهم إن كنت أنا القادم فأحسن خاتمتي واغفر لي وسخر لي من يدعو لي بعد موتي يارب". وقالت شقيقته: "حسام كتب على الفيسبوك في إجازته الأخيرة (الشهيد المنتظر)". وتحدثت جهاد "شقيقة حسام الكبرى"، عن لقاء الوداع القدري بينها وبين أخيها، إنّ "الشهيد كل إجازة كان يأتي لزيارتها، وآخر إجازة له زارها وقال لها (أنا خلاص حاسس إني هموت) كأنه كان جاي يودعني، وقال لي (مش عارف، حاسس المرة دي إنى مخنوق ومتضايق مش عايز اسيبكم بس برضو لازم أمشي)". وكشفت أن "حسام" توقع أن يكون شهيد، وأنه تحدث معها ليلة الحادث، وأنه خلال أجازته الأخيرة كتب على صفحته على "الفيسبوك" كلمة "الشهيد المنتظر". كان قلقان بس محبش يقلقني بعيون تملأها الدموع، وصوت أضعفه كثرة العويل والبكاء، تحدثت والدة شهيد الواجب عن اللحظات الصوتية الأخيرة مع نجلها، قائلة إن "حسام" اتصل بها أول أمس، أي قبل الحادث بساعات قليلة، فسألته "مالك يا حسام صوتك زعلان، لأن صوته كان متغير، فقال (أنا مش زعلان.. أنا هنام بس)، كان يشعر بالقلق لكن محبش يقلقني". وأوضحت أن الشهيد هو ثاني أشقائه، يكبره شقيقه محمد وبعد منه 5 بنات، مستكملة "دلوقتي بقى محمد بس"، وأشارت إلى أنه كان في إجازة منذ 17 يومًا، وكان وسط أسرته يوم 3 مايو الجاري، وأنه كان يأتي إجازة كل شهر ونصف. وكشفت أنه "كان هنا بيبقى مبسوط، لكن هناك كان بيبقى مرعوب وعارف إنه هيموت، وقضى سنة ونص في الجيش كان فاضل ليه 6 شهور بس ويخلص خدمته". وأضافت جدة الشهيد، أنه في إجازته الأخيرة كان فرحًا ومسرورًا جدًا، وكان يتجول في القرية، ويزور جميع أقاربه، وشقيقاته المتزوجات، وكان محبوبًا من البلدة بالكامل لأنه يتميز بالهدوء والرزانة. جاني هاجس يوم وفاته أن المدرسة الجديدة هتكون اسمها "الشهيد حسام" والد الشهيد الذي يعمل موظفًا بالمجلس المحلي بإطسا، فقد رضي بقضاء الله وقدره، واحتسب ابنه عند الله شهيدًا، واستجمع قواه وفتح قلبه ل"التحرير"، ساردًا اللحظات الأخيرة بينهما، ليقول إن "حسام" اتصل به في ساعة متأخرة من الليل، وقال له "(يا بابا إدعيلي)، فقولتله يا ابني ربنا يحفظكم من كل سوء ويسترها عليكم"، موضحًا أنّه تلقى الخبر مساء نفس اليوم من الشؤون العسكرية. وأكد أنّ نجله خلال زيارته الأخيرة، كان يقول له "(يا بابا الإرهابيين كتير أوي ومبيخلصوش ومهما نموت فيهم مبيخلصوش)"، موضحًا أنه كان يشعر أنّ ابنه سيستشهد لأنه عندما استيقظ من النوم أول أمس، وكان ذاهبًا لعمله مرّ من أمام مدرسة قصر الباسل الجديدة، وجاء له هاجس بأنّ المدرسة ستكون باسم الشهيد حسام. وبيّن أن نجله خلال إجازته الأخيرة، أحضر لهم شهادة تقدير تسلّمها في الجيش، تكريمًا له على مساهمته في محاربة الفكر المتطرف، واقتلاع جذور الإرهاب من سيناء، وأخبرهم أنه نجا هو وزملائه من عبوة ناسفة كان الإرهابيون قد زرعوها في الطريق، وأنهم اكتشفوها وفجروها، وقال لوالده "(أنا نجيت المرة دي لكن المرة اللي جاية مش عارف هموت ولا هعيش)". وطالب والد الشهيد، المسؤولين، بالضرب بيد من حديد على يد الإرهاب في سيناء لوقف نزيف الدماء المستمر، قائلًا "إحنا عاملين حساب لحقوق الإنسان ودكاكين الإنسان والرأي العام، وبقت سهراية مش خالصة، كل يوم شهيد وكل يوم شهيد وكل يوم شهيد، هتخلص إمتى السهاري دي؟". واختتم والد الشهيد حسام السيد راشد 22 عامًا، كلماته المتألمة، قائلًا "إنا لله وإنا إليه راجعون، نحتسبه عند الله شهيدًا، وندعو الله أن يتقبله شهيدًا".