صرّح مدير دائرة شئون عدم الانتشار والرقابة على التسلح بوزارة الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف، بأن موسكو لا تأخذ على محمل الجد تصريحات الولاياتالمتحدة عن التهديد الروسي والصيني في الفضاء. وقال أوليانوف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، "في الآونة الأخيرة تأتي مثل هذه التصريحات على لسان ممثلي الإدارة الأميركية كثيرا، ولا نستطيع أن نأخذها على محمل الجد". وأضاف: "لدى كل دولة، بما فيها الولاياتالمتحدة، في حال ظهور مخاوف حقيقية، إمكانيات لتحاول إزالتها عبر وسائل سياسية - دبلوماسية مختبرة، ولكن واشنطن لا تستخدمها، وتعارض استخدامها بمختلف الطرق"، لافتًا إلى أن الولاياتالمتحدة تعرقل المبادرات الروسية والصينية لمنع نشر الأسلحة في الفضاء. وأشار أوليانوف إلى أنه "في عام 2008 طرحت روسيا والصين على مؤتمر جنيف لنزع السلاح مشروعا مشتركا لمعاهدة دولية حول منع نشر الأسلحة في الفضاء واستخدام القوة أو التهديد به إزاء المواقع الفضائية"، مؤكدا أنه "في حال تبني هذه الوثيقة كانت ستحل قضية الأسلحة المضادة للأقمار من خلال الحظر الشامل على نشر أي نوع من الأسلحة في الفضاء" . كما أوضح أوليانوف، أن "المقترحات الروسية الصينية تحظى بتأييد واسع على الساحة الدولية، لكن تطبيقها يواجه عرقلة شديدة من قبل الولاياتالمتحدة بالذات، وهي تدفع بحلفائها نحو ذلك أيضا، وتستخدم ذرائع من الواضح أنها مفتعلة" . كما أشار المسؤول الروسي إلى أن الولاياتالمتحدة تعرب عن قلقها إزاء تصرفات روسيا والصين في الفضاء، لكنها في الوقت ذاته تواصل تطوير منظومة الدرع الصاروخية. وقال: "من اللافت أن الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تعرب فيه عن قلقها إزاء روسيا والصين، تواصل تطوير أسلحة مضادة للأقمار، وتجري تجارب لمنظومتها الدرع الصاروخية، وليس سرا أن منظومات الدرع الصاروخية تستخدم نفس التقنيات التي تستخدم في الأسلحة المضادة للأقمار". وزاد أوليانوف: "الاستنتاج العام الذي يفرض نفسه، هو أنه الترويج عبر وسائل الإعلام للمخاوف المزعومة لدى الولاياتالمتحدة بشأن تصاميم الدول الأخرى في مجال مكافحة الأقمار، يهدف إلى الحصول على التمويل للبرامج الفضائية العسكرية للبنتاجون".
