ترأس الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، وفد مصر في مؤتمر ائتلاف الدلتاوات بمدينة روتردام بهولندا، وذلك على هامش المؤتمر الرابع للتكيف مع التغيرات المناخية. وحسب بيانٍ صادرٍ عن الوزارة، اليوم الثلاثاء، شارك الوفد المصري فى جميع حلقات ورش العمل الخاصة بالدلتاوات الحضرية والتي تناولت قضايا التنمية الحضرية العمرانية ومرونة الدلتا ضد المخاطر والفضاء الأزرق والمساحات المائية والأبعاد البيئية والاقتصادية والإيكولوجية، فيما يشارك الدكتور عبد العاطي وزراء الدول الأخرى في صياغة الإعلان الوزاري في صدر أحداث المؤتمر، اليوم. والتقى الدكتور عبد العاطي، خلال زيارته، نظيره الموزمبيقي وعددًا من الخبراء وكبار المسؤولين بدولة إندونيسيا، وذلك على هامش ورشة العمل، حيث تمَّ تبادل الأفكار للتعاون مع دول القارة الإفريقية وغيرها من الدول، كما سيشارك الوزير في اجتماعات المجلس الاستشاري المصري الهولندي والتي تعقد في مدينة لاهاي غدًا الأربعاء. وفي تصريحاته، قال الوزير عبد العاطي إنَّ فكرة إنشاء ائتلاف الدلتاوات تأتي بهدف تكوين كيان خاص بالدلتاوات الحضارية وبخاصةً المعرضة للكوارث الجامحة، مع إعطاء الدلتاوات الحضارية "لا سيَّما الكبرى منها" اهتمامًا زائدًا وملحوظًا من قبل المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك نظرًا لتعرُّضها للكثير من الكوارث والفيضانات المدمرة، الأمر الذي يعرِّض حياة البشر للخطر وفقد الكثير من الأموال والبنية التحتية وتقلص فرص التنمية الاقتصادية بها، لافتًا إلى أنَّ الحاجة أصبحت ضروريةً لوضع هذا الائتلاف على قمة أولويات واهتمام الحكومات والمنظمات الدولية والجهات الداعمة. وأضاف أنَّ الدلتاوات الحضارية تعتبر بمثابة خط الدفاع الأول للتكيف مع التغيرات المناخية، وذلك لأن ما بين 100 - 200 مليون شخص في العالم من قاطني الدلتاوات هم ضحايا للكوارث ذات الصلة بالمياه سنويًّا، ويزداد الأمر خطرًا عبر هذه الدلتا الحضارية المكتظة بالسكان والبنية الاقتصادية، حيث يواجهون الخطر، لافتًا إلى أنَّ هناك دلتاوات معرضة بصفة متكررة للكوارث وأخرى معرضة لكوارث عالية التأثير ولكنها غير متكررة، مشيرًا إلى أنَّ التحديات كثيرة في هذا الصدد وعلى رأسها زيادة الكثافة السكانية بالدلتا الحضارية والتغيرات المناخية وزيادة الرقعة الحضارية وتغيير نمط استخدام أراضي الدلتا، مما يستلزم تكاتف كل الجهود على المستوى الحكومي والاقتصادي والشعبي لمجابهة المخاطر التي تتعرض لها الدلتا الحضارية. وأشار إلى أنَّ الأمر بات ضروريًّا من أجل خلق كيان مَعنى بالدلتاوات الحضارية ليواجه كافة المشكلات والتحديات، منوِّهًا إلى أنَّه من هنا برزت فكرة ائتلاف الدلتاوات ليكون بمثابة آلية لوضع الحلول الحصرية والمتكاملة والاستباقية للإدارة التنموية من خلال حوكمة مؤسسية، لافتًا إلى أنَّ فكرة الائتلاف بدأت أثناء مؤتمر الأممالمتحدة العالمي للحد من مخاطر الكوارث والذي عقد بمدينة سنداى اليابانية خلال العام الماضي، حيث ضمَّ دول هولندا واليابان وكولومبيا، وفي مرحلة لاحقة أبدت عدة دول أخرى المشاركة في التحالف وهي "بنجلاديش ومصر وفرنسا وإندونيسيا وكوريا وميانمار والفلبين وفيتنام وموزمبيق". وأوضَّح أنَّ هذا الائتلاف يسعى إلى تحقيق حزمة من الأهداف وفي مقدمتها التعاون العملي لتسهيل وتبادل المعرفة والخبرات بين الدلتاوات من حيث التكيف والمرونة والتنمية الحضرية المستدامة، على أن يكون تحالف الدلتا المسؤول عن ذلك، بالتعاون مع وزارة الخارجية الهولندية في المرحلة الأولى بالإضافة إلى التنسيق والتعاون والعمل معًا من أجل وضع الدلتاوات الحضارية على جدول الأعمال في جميع المحافل الدولية، والمضي قدمًا في استكشاف فرص التمويل الإقليمية والدولية، وبخاصةً برنامج صندوق المناخ الأخضر وتعزيز آليات التنفيذ الفعلي على أرض الواقع، حيث تمَّ تنظيم ورشة عمل بهذا الخصوص خلال مؤتمر باريس للتغيرات المناخية في ديسمبر 2015 عنيت بمرونة الدلتاوات.