تظاهر آلاف الأشخاص وسط العاصمة الإيطالية روما، احتجاجًا على اتفاق التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا المزمع إبرامه نهاية العام الحالي، وذلك بعد أسبوع من نشر منظمة السلام الأخضر وثائق سرية بشأن الاتفاق، ويعترض العديد من الإيطاليين على هذا الاتفاق، لأنه قد يضر بحماية المستهلك وبمعايير سلامة البيئة برأيهم. و لم تكن إيطاليا هي الأولى التي تعترض على اتفاقية التجارة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، بل سبقتها أيضًا ألمانيا، حيث خرج عشرات الآلاف من المواطنين الألمان في مظاهرات حاشدة في أبريل الماضي بالمدينة الألمانية هانوفر، ضد اتفاق التجارة الحرة بين ضفتي الأطلسي. يذكر أن هذه التظاهرات كانت قد أتت قبل يوم واحد من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمدينة، والتي يبحث فيها سبل تعزيز العلاقة بين البلدين. و يبدو أن الاعتراض على هذه الاتفاقية ليس بحدث جديد، ففي 2015 خرج عشرات الآلاف من الأوروبيين في مظاهرات احتجاجية كبيرة في أغلب العواصم الأوروبية، احتجاجًا على اتفاقية التجارة الحرة المزمع توقيعها بين أمريكا والاتحاد الأوروبي. وجرت مظاهرات كبيرة جابت بعض المدن الأوروبية، وكان أكبر المظاهرات الرافضة لعقد هذه الاتفاقية المسماة "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي" بين واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي في كل من مدن (مدريد وميونيخ وبرلين)، وهو اتفاق يهدف إلى إزالة الحواجز الجمركية بين الجانبين. ويرى المعارضون أن الاتفاقية تصب في مصالح الشركات متعددة الجنسيات التي تحاول إضعاف مستوى الرقابة الأوروبية، كما يخشى بعض المحللين من تدهور أوضاع الموظفين والمستهلكين في الاتحاد الأوروبي، حيث عارض المزارعون الأوروبيون مرارًا مسألة إلغاء الرسوم الجمركية، بينما يرى مؤيدو الاتفاقية أنها قد تضيف مليارات الدولارات في الإنتاج الاقتصادي السنوي بالاتحاد الأوروبي وواشنطن ومن بينهم زعماء في الاتحاد الأوروبي الذين دعوا باستمرار إلى استكمال المفاوضات التي انطلقت قبل عامين وتحديدًا فيما يخص إقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين قبل حلول نهاية 2015.