يحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، وجاء الاحتفال هذا العام لتسليط الضوء على العلاقة بين حرية الإعلام والتنمية المستدامة حول العالم والدفاع عن وسائل الإعلام من التعدي على استقلاليتها. ويعتبر هذا اليوم فرصة للنهوض بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتخليد ذكرى الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأديتهم لواجبهم المهني. وتنظم اليونسكو 100 احتفال وطني كل عام إحياءًا لفعاليات هذا اليوم، من خلال تحديد الموضوع العالمي وتنظيم الحدث في مناطق مختلفة حول العالم. وترصد "التحرير" وقائع كان للصحافة وحريتها دور جوهري في كشف الفساد. - وثائق بنما تعد وثائق بنما آخر تحقيق استقصائي عالمي كشف فضيحة دولية، وهي وثائق تم تسريبها يصل عددها إلى 11.5 مليون وثيقة سرية، لشركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية في بنما التي تملك منظومة مصرفية جعلتها ملاذًا ضريبيًا. وكشف تسرب تلك الوثائق عبر تحقيق استقصائي أن الشركة تقدم خدمات تتعلق بالحسابات الخارجية لرؤوس الدول وشخصيات عامة وسياسية، بالإضافة إلى أشخاص بارزين في الأعمال والشؤون المالية والرياضية. كشفت وثائق بنما تورط علاء مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، في أنشطة مالية، رغم تجميد أمواله، بعد إصدار قرار بذلك، كما وصفته بالعميل فائق الخطورة، حيث أوضحت الوثائق المسربة تعاملات شركة علاء مبارك "بان وورلد"، وتجميد أصول وحسابات الشركة ما أدى إلى تغريمها مبلغ 37500 دولار عام 2013، وكانت شركة "بريتيش فيرجين أيلاند" هي الجهة الفارضة للغرامة المالية. وأظهرت الوثائق احتمالية وجود مزيد المخالفات في التعاملات بين "بان وورلد" وشركة "موساك فونسيكا"، مستقيلة عن دورها كوكيل لشركة "بان وورلد" لمالكها علاء مبارك في أبريل 2015. وتورطت شخصيات أخرى عربية في وثائق بنما منهم حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق، وخليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان ئيس الإمارات العربية المتحدة وأمير أبو ظبي وأحد أغنى أغنياء العالم، ومحمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية السعودي. أشرف على التحقيق اتحاد دولي يضم أكثر من 100 مؤسسة صحفية، بعد الحصول على الوثائق من الصحيفة الألمانية، حيث قام بتوزيع الوثائق على 370 صحفيًا من أكثر من 70 بلدًا، من أجل التحقيق فيها، في عمل استمر نحو عام كامل، ووصف ذلك التحقيق بالأكبر على مستوى التحقيقات الاستقائية العالمية. - فضيحة ووترجيت تعد قضية ووترجيت أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، فقد كشفت فساد الرئيس ريتشارد نيكسون، وكشفها الصحفيان كارل برنستين، وبوب وود ورد من صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. تعود القصة إلى عام 1968، حين تجسس الرئيس نيكسون على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترجيت، ليتم إلقاء القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة، في 17 يونيو 1972. وتلقى الصحفيان كارل برنستين وبوب وود ورد معلومات من شخص مجهول، تشير إلى أن هناك علاقة بين عملية السطو والتجسس ومحاولة التغطية عليها وبين جهات رسمية رفيعة، مثل وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية، وصولا إلى البيت الأبيض. كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، مما أدى إلى تفجر أزمة سياسية هائلة، وتوجيه أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون، ليستقيل على أثرها عام 1974، ومحاكمته. - تجسس بريزم "بريزم" هو اسم رمزي أطلق على مشروع تجسس ضخم أدارته وكالة الأمن القومي الأمريكية، وتم الكشف عنه من قبل صحيفتي "واشنطن بوست" الأمريكية، و"الجارديان" البريطانية عام 2013. وأنكرت شركات الإنترنت صلتها بالقضية، في حين أقر أوباما به، معتبرًا أنه جزء من مكافحة الإرهاب، إلا أنه أكد أن جميع البيانات الهاتفية لا تتضمن أسماء أو مكالمات، ولا تسري على المواطنين الأمريكين. وكشف تلك الفضيحة إدوارد جوزيف سنودن، متعاقد تقني وعميل موظف لدى وكالة المخابرات المركزية، ووكالة الأمن القومي، الذي سرب تفاصيل برنامج التجسس التى وصفت بأنها سرية للغاية إلى الصحافة. أثرت الوثائق المسربة على علاقة الولاياتالمتحدة مع دول عديدة، حيث أثارت عاصفة من ردود الفعل، وانتقاد الرئيس أوباما، بأنه غير كفء لمنصبه. - التسريبات السويسرية قام الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، بكشف أكبر عملية بنكية سرية مسربة في التاريح، والخاصة بوحدة الخدمات البنكية المعروفة ب"إتش إس بي سي" في سويسرا، حيث كشف بأنها قد ساعدت متهربين من الضرائب، ومنظمات إرهابية في إخفاء أموالهم عن السلطات، بالإضافة إلى غسيل الأموال. وقام بكشف تلك الوثائق إرفيه فالشياني، خبير تكنولوجيا المعلومات في "HSBC"، حيث قام بتسريبها للصحافة، وتضم الوثائق 60 ألف ملف إلكتروني توضح بيانات حسابات 106 آلاف عميل بنكي، وتورط في القضية عدد كبير من الشخصيات العامة والسياسية والمشاهير. - انتهاكات القساوسة فى إبرشية بوسطن نشرت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية تحقيقًا حول الاعتداءات الجنسية المرتكبة من قبل قساوسة في أبرشية بوسطن بحق أطفال. بداية الخيط كان مجرد مقال رأي، حكى فيه كاتبه عن واقعة تخص قس واحد اعتدى على أحد الأطفال، حتى قادهم إلى الكشف عن مئات القساوسة بنهاية التحقيق، رغم الصعاب التي واجهت الفريق الصحفي، فالمصادر امتنعت عن التحدث معهم خوفا فى بداية الأمر، وتم الاتفاق معهم على عدم ذكر الأسماء، رغبة في كشف فساد الكنيسة، حتى وصل الأمر إلى إدلاء بعض المصادر بأسماءهم وقصصهم، ثقة في الصحفيين، والهدف الذي يسعون إليه. بعد نشر التحقيق في بداية عام 2002، تلقت الصحيقة عديد من الاتصالات التي تحمل شهادات ضد قساوسة، مما أدى إلى استقالة أسقف الكنيسة الكاثوليكية في بوسطن، بعد خروج مظاهرات ضده، لاتهامه بالصمت عن جرائم القساوسة ضد الأطفال.