بالفن تحيا النفوس ووتنبض بعالم حالم بالحرية، يجسدون الواقع على خشبة المسرح ناقلين أوجاعهم وطموحهم شخوص نابضة دون خلل في نظام يتبادلون الأدوار بطلاقة لم تكشف عن إعاقتهم التي تحدوها راغمين الحضور على الإشادة بأدائهم المبهر، هكذا استطاعت "أميرة شوقي" تدريب ذلك الأسطول واشباع الفن في نفوسهم لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على التعاش من أجل حياة أفضل. منذ خمسة أعوام بدأت مشروعها "الشكمجية" قائلة "كان معايا 5 أطفال ودلوقتي معايا 120 بنت وولد" مشيرة إلى رحلتها في مجال اختارته بنفسها، تبنت الفكرة تقوم وحدها بكل المهام ، حصلت على دبلومة في التوحد ودرست المسرح حتى تأهل نفسها جيدًا للتعامل مع أصحاب الإعاقات بشكل مختلف يجعلهم أكثر ألفة مع مجتمعهم ويدمجهم في حياة متزنة تتمتع بالسلامة النفسية. المسرح كان وسيلة "أميرة" في دمج أصحاب الإعاقات بالمجتمع، فأخذت تعالج ذلك القصور الذي وهبهم البارئ به بعروض مسرحية وأغاني واستعراضات راقصة، وقفت بهم على أكبر المسارح في الدولة وتحدت نفسها والجميع بقدرتهم على الإبداع بقدراتهم التي وهبهم الله لهم، "قدروا ينفسوا أشخاص أصحاء في التمثيل المسرحي وتفوقفوا عليهم" هكذا قالتها موضحة النجاح الذي آلت إليه أحلامها. لم تكتف "أميرة" بمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات ودمجهم بالمجتمع، بل كرست جهودها على الأمهات مربيات الأجيال الذين يقع عالى كاهلهم مسؤولية طفل خلق إلى الحياة وهو يحمل إعاقة ما، فبدأت في تنظيم ورش عمل وندوات تعليمية وتثقيفية للأمهات توعيهم بكل حالات ذةي الإعاقة وكيقية التعامل السليم معهم، واساغلال قدراتهم الكامنة في شيئ يفيدهم ويفيد المجتمع، فتحول ذلك العبء لحياة رغدة مليئة بالنجاحات. فريق عمل صنعته بنفسها من بيئتها المحيطة فجعلت من تلك الأمهات البائسات مكافحات يحملن يساعدن أطفالهن بأفضل الطريق المجدية لحالتهم وفي تفس الوقت يعملن على مساعدة أنفسهن وغيرهن" واحدة تمسك الإضاءة وواحدة الصوت والتنظيم" قالتها "أميرة" مضيفة أن تلك الأعمال التي يقمن بها جعلت حياتهن أفضل لها معني وقيمة بالإضافة إلا الاستفادة في التامل مع الأطفالهن بطرق سليمة لا تضر نفوسهم. لم يساعدها أحد في تلك المهمة سوى الأمهات فقط، وبالرغم من ذلك استطاعت "الشكمجية" الحصول على عدة جوائز من الوزارات المعنية من وزارة الشباب والرياضة، العدل والثقافة بمجهود شخصي، لم يرهقها سوى سوء تعامل المجتمع مع اصحاب الإعاقات ونبذهم بطريقة تؤذي مشاعرهم وتزيد من الخلل النفسي الذين يعانون منه في الأصل، فهي تحاول جاهدة تقليل تلك الفجوة التي تباعد بينهم وبين المجتمع وتأهلهم والمجتمع للتعامل معهم. مشروع "الفن حياة" أحد المشروعات للتي تعمل "أميرة" جاهدًا حتى يخرج إلى النور مشروع تنموي يجوب محافظات المحروسة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والكشف عن مواهبهم ومواطن الإباع لديهم وتنميتها، بالرغم من ضيق الإمكانيات وعدم دعم أي من الجهات ل "الشكمجية" إلا أنها تبذل كل ما في وسعها حتى تجمع أكبر قدر من ذوي الاحتياجات الخاصة وتساعدهم قدر المستطاع. أحلام عدة تجوب في خاطر "أميرة" التي كرست حياتها ومجهودها لمد يد العون لذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم الذين كادوا يفقدون الأمل في حياة متزنة وتعايش صحي وسليم مع المجتمع الذي يتجاهل تلك الفئة الكبيرة.