حمدين تليفونه «مقفول».. وخالد علي يشعر بالحرج وإسكندر: «ضيق التنفس منعني من المشاركة» وجورج إسحاق: «مش بنخاف واتمنعنا من دخول قصر العيني» قبل ساعات من انتهاء فعاليات "جمعة الأرض" في الخامس عشر من أبريل الماضي، أعلن المحامي الحقوقي خالد علي، مدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المشارك في التظاهرات السلمية ضد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للملكة العربية السعودية؛ بعد التنسيق مع عدد من الرموز الوطنية والحركات الشبابية الموجودة أمام نقابة الصحفيين عن تنظيم تظاهرات أخرى مماثلة يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري في ذكرى عيد تحرير سيناء تحت شعار "مصر مش للبيع". وأعلنت القوى الثورية وبعض الأحزاب السياسية وما يقرب من 153 شخصية وطنية عن توقيعها على حملة "مصر مش للبيع" ردًّا على تنازل مصر عن الجزيرتين، واستمرار هذه الحملة الشعبية لحماية الأرض، وفتح أبواب الانضمام إليها والمشاركة فى فعالياتها والتوقيع على عرائضها، وجمع التوقيعات اللازمة لرفض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة مع السلطات السعودية والمطالبة بالإفراج عن المقبوض عليهم على خلفية مواقفهم السياسية من قضية الجزر المصرية والدعوات للتظاهر السلمي. في المقابل، شهد الشارع المصري أمس الإثنين حالة من الفراغ السياسي وغيابًا شبه تام للشخصيات والرموز الوطنية التي سبق ووقعت على الحملة السابقة في ظل الحشد الأمني الكثيف في كل الشوارع والحصار التام للميادين المصرية ونقابات الأطباء والصحفيين والمهندسين وتوقيف واعتقال العشرات من المتظاهرين والمارين بالشوارع الرئيسية ورواد المقاهي، باستثناء وجود المئات من المحتجين المعارضين لسعودية الجزيرتين في مناطق متفرقة من "الدقي وفيصل وناهيا وعدد من المحافظات المصرية" بعد أن طاردتهم قوات الأمن وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع وفضت تجمعاتهم بالقوة، بينما فتحت الطريق أمام المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي في التظاهر أمام نقابة الصحفيين وداخل ميداني طلعت حرب ومصطفى محمود ورفع أعلام السعودية ووفرت لهم الحماية الأمنية الكاملة. "التحرير" تواصلت مع بعض الشخصيات والقيادات الوطنية والحزبية والسياسيين البارزين الذين تراجعوا عن مشاركتهم في تظاهرات 25 أبريل أو غابوا عن المشهد، في محاولة لتوضيح الأسباب الحقيقية لعزوفهم عن المشاركة وتغيبهم المفاجئ عن تصدر المشهد الاحتجاجي خلال مسيرات "مصر مش للبيع" التي سبق أن أعلنوا عن انطلاقها من أماكن محددة وسط اتهامات متبادلة بالتخاذل والتراجع عن مواقفهم السابقة وعدم خروجهم مساء أمس لتوضيح حقيقة مشاركتهم من عدمها عبر وسائل الإعلام أو على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. - جورج إسحاق: مش بنخاف من حد والأمن منعنا من دخول قصر العيني في البداية نفى جورج إسحاق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان عدم مشاركته والقوى الوطنية في تظاهرات أمس، قائلًا: "كل الشخصيات اللي وقعت على البيان وطنية ولا أحد يزايد عليهم وإحنا مش بنخاف ولكن كل الطرق كانت مقفولة قدامنا واللي راحوا شارع قصر العيني اتمنعوا من الدخول نتيجة الحصار الشديد المفروض على نقابتي الصحفيين والأطباء". وأوضح إسحاق في تصريحات خاصة، أن كل الشخصيات الموقعة على حملة "مصر مش للبيع" لم تعلن عن مشاركتها في تظاهرات احتجاجية في الشارع، حتى يتهمها البعض بالهروب ويزايد على مواقفهم الوطنية في الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن تحاصر حزب الكرامة الناصري الذي يعقد مؤتمرًا صحفيًا، اليوم الثلاثاء، لإعادة تقييم ما حدث في تظاهرات 25 أبريل . - حمدين لم يعلن مشاركته في تظاهرات "مصر مش للبيع" حاولنا التواصل مع المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، للكشف عن أسباب عدم مشاركته في تظاهرات أمس الإثنين، ولكن هاتفه الخاص كان مغلقًا طول الوقت، وبدورنا تواصلنا مع وكيل مؤسسي حزب الكرامة، النائب البرلماني السابق أمين إسكندر، الذي أوضح أن حمدين صباحي لم يُعلن عن مشاركته في تظاهرات رافضة لبيع الجزيرتين رغم موقفه السابق بخصوص مصريتهما والذي أعلنه أمام الجميع. - أمين إسكندر: ضيق التنفس منعني من حضور التظاهرات يقول أمين اسكندر، "أنا دعيت للتظاهر السلمي في ذلك اليوم كحق أساسي يكفله الدستور، ولكني لم أشارك في مظاهرات 25 أبريل الشبابية، لأن عندي ضيقًا في التنفس ولا أتحمل قنابل الغاز ومافيش عزوف ولا حاجة من القوى الوطنية"، مؤكدًا أنه رغم تزايد إجراءات الأمن القمعية وحالات القبض العشوائي على المتظاهرين التي تتواصل منذ أسبوع من الآن فإن أحداث الإثنين تركت لدى الشارع المصري انطباعا حقيقيا بوجود معارضة مصرية حقيقية لفكرة التنازل عن الأرض الذي يعكف حاليا على إعداد دراسة متخصصة عن مصرية الجزيرتين. في الوقت ذاته ظهر مؤيدو النظام السياسي الحاكم ومن يدافعون عن سعودية الجزيرتين وهم يرفعون أعلام السعودية وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت حماية الأمن.
- خالد علي: أستشعر الحرج في الرد على الاتهامات بعدم المشاركة بعد مرور نحو 20 ساعة على انطلاق تظاهرات أمس، خرج اليوم المحامي الحقوقي خالد علي، المرشح الرئاسي السابق وصاحب فكرة التظاهر في عيد تحرير سيناء ليعلن استشعاره الحرج في الرد على اتهامات البعض بعدم مشاركته في التظاهرات التي دعا إليها في ظل وجود المئات من الشباب المحتجزين في أقسام الشرطة ومعسكرات الأمن المركزي على خلفية تظاهرات 25 أبريل. وأعلن "علي" عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن محاولة البعض إشاعة الإحباط العام وإدخال اليأس في صفوف الشباب الرافض للتنازل عن الأرض هو ما دفعه للكشف عن خريطة تحركه أمس الإثنين برفقة النائب البرلماني السابق زياد العليمي، وكيل مؤسسي الحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي بداية من نقابة المهندسين بشارع رمسيس المحاصر من قبل قوات الأمن المركزي للمشاركة في وقفة نقابة الصحفيين. وذكر المرشح الرئاسي السابق أنه وسط انتشار كمائن الأمن والبلطجية على طول الطريق وصلنا عند تقاطع طلعت حرب مع ٢٦ يوليو، وتحركنا في شارع عرابى للوصول لنقابة المهندسين وهناك التقى بقيادي حركة كفاية في القليوبية محمد العجمي الذي أخبرهم أن كل الطرق إلى نقابة الصحفيين مسدودة، ومن ثم تم إلغاء وقفة النقابة وتغييرها إلى منطقة الدقي. وتابع، "مع كل ده بدأت تطلع أخبار حصار حزب الكرامة، وبدأت الأخبار تتواتر ما بين أن الحصار تم فضه تارة وأن الحصار مستمر بس من مداخل الشوارع، وبدأت أتصل بالشباب اللى موجودين ب"الكرامة" زي عمرو إمام وبحر وغيرهما، وتأكدنا إن الحصار لم يتم فضه وأن الشرطة واقفة فى الشارع ومشترطة إنهم يسلموهم عددا من الشباب". وأضاف، هنا أبلغتهم إنى هانضم لهم في "الكرامة"، بحسب تعبيره وتواصلت مع طارق نجيدة محامي التيار الشعبي، وزياد العليمي بعدها عرف يوصل لحمدين، وأعطاني التليفون وكلمت حمدين صباحي وقلت ليه أنا وزياد في الطريق لحزب الكرامة، فقال لي: أنا في المكان الفلاني عدّي عليا هتحرك معاكو على هناك، وكلمت أكرم إسماعيل كان واقف في الشارع بجوار "الكرامة"، وبلغت المحاصرين داخل الحزب إني هاعدي على حمدين أجيبه ونضم على الشباب في "الكرامة". واستطرد، "تحركنا بالسيارة إلى مكان حمدين صباحي، لكن قبل ما ننزل من العربية طارق نجيدة كلمني وقال وصلنا لاتفاق والأمن مشى وبلاش تيجوا على الحزب وإحنا بدأنا ننزل الشباب، وبعدها وصلني اتصال من حمدين بنفس المضمون". وفي هذه اللحظات انصرف خالد علي وزياد العليمي، قبل أن يصلا إلى مقر حزب الكرامة بالدقي دون رؤية حمدين صباحي لتوفير الدعم القانوني الكافي للمحامين المتابعين إجراءات المحاضر والتحقيق بشأن الشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال تظاهرات أمس الإثنين.