السعى وراء فرصة الظهور هو الطريق الذى يجب أن يمر به كل ممثل شاب فى بداية حياته المهنية، المحاولات التى تسبق البطولة الأولى تكون كثيرة وفى أكثر من اتجاه، تتنوع ما بين الكتابة أحيانا والإخراج فى بعض الأحيان. محمد مهران ليس بعيدا عن هذا، فبحكم دراسته فى المعهد العالى للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج دفعة 2011، كتب عددا من المسرحيات والأفلام القصيرة، وشارك فى بطولة بعضها وتنفيذها أيضا، بالإضافة إلى المشاركة فى تطوير أفكار بعض الحملات الإعلانية، وحضور دورات تدريبية وورش خاصة بالتمثيل فى عدد من دول العالم آخرها فرنسا، حتى جاءت الفرصة للمشاركة فى مسلسل «الخفافيش» شهر رمضان الماضى، وكان من المفترض أيضا أن يطل من خلال مسلسل «ذات» لكن ظروف تأجيل عرض المسلسل لموسم رمضان المقبل حالت دون ذلك. مهران فى حواره مع «التحرير» تحدث عن اختياره دورا فى فيلم «أسرار عائلية» وذلك بعد أن شاهده واحد من فريق عمل الفيلم فى أثناء تأدية دور فى مسرحية تحمل عنوان «بيكت» فى أثناء عرضها فى أكاديمية الفنون ورشحه للقيام بتجارب أداء للشخصية، ليلتقى مع المخرج والمنتج هانى فوزى، قام بعدها بعدد من البروفات مع آخرين ممن رشحوا للقيام بنفس الدور، حتى وقع اختيارهم على مهران للقيام بالدور. وعن قبوله أداء الشخصية على الرغم من طبيعتها التى قد تكون غريبة على المجتمعات الشرقية، حيث تعانى الشخصية من رحلة البحث عن إجابات وحلول لمشكلته التى تتمثل فى كونه مثلىّ الجنس، أجاب مهران أنه لم يتردد فى قبول الدور لاقتناعه الشديد أن الدور يناقش مشكلة حقيقية، فالبطل معذب بين طبيعته وطبيعة المجتمع الرافضة لهذا السلوك، مما يدفعه إلى البحث عن إجابة وحل للمشكلة عند عديد من الأشخاص. وأضاف أن الدور ليس دعوة لنشر المثلية كما يتردد من البعض، بل هو محاولة للبحث عن حل من خلال رحلته الشخصية فى الفيلم والتركيز على بعض السلبيات فى تعامل بعض شرائح المجتمع مع مشكلة المثلية، مؤكدا أن المشاهد التى يصلى من خلالها البطل ويقرأ القرآن أكثر من المشاهد التى تعرض لمشكلته. وعن الرقابة وحقيقة اعتراضها على الفيلم أفاد أن الفيلم لم يُمنع بل كانت هناك بعض الملاحظات الرقابية، التى راعاها المخرج هانى فوزى والمؤلف محمد عبد القادر، وأنه تم الانتهاء من المراحل الفنية النهائية للفيلم استعدادا لعرضه.