لاتزال المنافسة على لقب الدوري الإسباني مشتعلة رغم اقتراب المسابقة من نهايتها بعد أن شهدت الأسابيع الماضية انقلاب الأوضاع وتجدد آمال الريال وأتلتيكو في حصد اللقب بعد أن توقع المتابعين للمسابقة أن يحسم برشلونة اللقب مبكرًا بعدما كان الفارق بين الفريق الكتالوني وأتلتيكو مدريد صاحب المركز الثاني 9 نقاط والفارق بينه وبين غريمه التقليدي ريال مدريد 10 نقاط حتى الجولة 30 من المسابقة، وهو موعد لقاء الفريق الكتالوني مع فياريال والذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما وهذه المباراة كانت فارقة في مشوار برشلونة حيث تبعها سقوط أمام ريال مدريد في مباراة الكلاسيكو والتي حسمها الملكي لصالحه بهدفين مقابل هدف بعدها انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب داخل النادي الكتالوني، حيث تبعها سقوط جديد أمام ريال سوسييداد، ثم الخسارة في الكامب نو من فالنسيا بنتيجة 1-2. ورغم فوز الفريق الكتالوني على ديبورتيفو بثماني أهداف وعلى سبورتنج خيخون بنصف دستة أهداف في آخر جولتين إلا أن هذا لم يغير من الأمر شيئا في ظل فوز أتلتيكو في آخر جولتين أيضًا على أتلتيك بلباو ومالاجا ليتساوى بذلك مع برشلونة في عدد النقاط برصيد 82 نقطة لكل منهما وبفارق نقطة واحدة عن الريال صاحب المركز الثالث برصيد 81 نقطة بعد فوزه في آخر جولتين على فياريال ورايو فاليكانو ومازال متبقي في البطولة 3 أسابيع وهو مايؤكد أن جماهير الكرة الإسبانية ستكون على موعد مع المتعة و الإثارة خلال الأسابيع القادمة، وتخشى جماهير النادي الكتالوني من تكرار سيناريو موسم 2014 الذي خسره الفريق في آخر مباراة لصالح أتلتيكو. ويقدم « التحرير » تحليل لمباريات كل فريق في الأسابيع القادمة وفرص كل منهم في الفوز باللقب وكذلك دور الإدارات والأجهزة الفنية وتأثيرهم على مسيرة الثلاث فرق خلال مشوار البطولة. 1- برشلونة موقف برشلونة في البطولة برشلونة لعب 35 مباراة فاز في 26 منها وتعادل في 4 وخسر 5 ويتبقى له 3 مواجهات وفي حالة فوزه في هذه المباريات سيتوج رسميًا باللقب دون النظر لنتائج الريال وأتيلتيكو. وينتظر ميسي ورفاقه مواجهة صعبة وستكون أمام إسبانيول على ملعب كامب نو يوم 8 مايو المقبل، ودائما ما تخرج لقاءات دربي كتالونيا عن التوقعات المألوفة، حيث لا تميل كافة فريق على الآخر بحسب المستوى في الموسم، فلقاء الدربي دوما ما يكون بطولة في حد ذاته، وانتهى لقاء الدور الأول بين الفريقين بالتعادل السلبي. بينما سيكون أمام برشلونة مباراتين أقل صعوبة من لقاء إسبانيول، وأول هذه المباريات ستكون مع ريال بيتيس خارج الميدان يوم 1 مايو المقبل، ولا يمكن اعتبار تلك المواجهة بالصعبة على برشلونة حيث يحتل ريال بيتيس المركز الرابع عشر في جدول الترتيب، ونادرا ما مثل أي مشاكل لبرشلونة في الأعوام الأخيرة، علما بأن لقاء الذهاب انتهى لصالح الفريق الكتالوني برباعية نظيفة. ويختتم فريق برشلونة مبارياته بلقاء غرناطة خارج الميدان يوم 15 مايو المقبل، حيث يحتل غرناطة المركز الثامن عشر، وانتهى لقاء الدور الأول بفوز برشلونة بأربع أهداف نظيفة. الإدارة على الرغم من سيطرة النادي الكتالوني على كافة الألقاب الموسم الماضي باستثناء السوبر الإسباني الذي خسره لصالح أتليتك بلباو ومنافسته على كل الألقاب هذا الموسم من خلال اقترابه من حسم لقب الدوري ووصوله لنهائي الكأس وقرب تأهله إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، إلا أن المشاكل الإدارية في برشلونة لا تنتهي، فمنذ بداية الموسم يعاني النادي الكتالوني من الأزمات القانونية والمالية للاعبين، حيث تجمدت 47 مليون يورو من أرصدة نيمار في البرازيل بسبب تهربه الضريبي كما عانى ماسكيرانو وميسي من نفس المشكلة دون تحرك فعال من الإدارة لحفظ حقوق لاعبيها أو الدفاع عنهم لكي يحتفظوا هم بكل تركيزهم منصب على أرضية الميدان فقط. كما عانت الإدارة برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو من التوصل إلى اتفاق لتجديد عقود الرعاية مع طيران قطر التي تضخ الأموال في النادي الكتالوني التي يحتاج إليها لدفع رواتب ميسي وسواريز ونيمار وبوسكيتس الضخمة، وبدأ اللاعبون السابقون في إظهار غضبهم بسبب عدم وفاء الإدارة بوعودها المالية معهم، الأمر الذي دفع بوكسيتس للتصريح بعدم رفضه اللعب مجددًا مع جوارديولا، أي أنه يهدد بشكل واضح بالانتقال إلى مانشستر سيتي الموسم المقبل. فبين المشاكل الإدارية والبارسا عشق لا ينتهي، فعلى جوسيب ماريا بارتوميو توفير عقود الرعاية لضخ الأموال في النادي لدفع الرواتب الباهظة لنجوم الفريق مع توفير سيولة مالية لإبرام الصفقات الموسم القادم، بعدما حرم برشلونة من إجراءها في فترة الانتقالات الماضية على خلفية مخالفته لعقود اللاعبين القصر، وهي إحدى المشاكل الإدارية الأخرى التي واجهت بارتوميو. اللاعبون يتمتع البرسا بقوة هجومية مفرطة بقيادة MSN ميسي وسواريز ونيمار الذين يتواجدوا جميعهم في قائمة هدافي الدوري من خلال إحراز سواريز ل 34 هدفًا وميسي ل25 هدفًا ونيمار ل23 هدفًا، وأحرز الثلاثي فيما بينهم أكثر من 100 هدف خلال هذا الموسم في مختلف البطولات. ويأتي من خلفهم الرسام إنيستا، وعلى الرغم من انخفاص مستواه ملحوظ عن حقبة جوارديولا، إلا أنه لا يزال يقدم أروع التمريرات لزملائه التي تمهد لإحراز الأهداف، وبكل تأكيد لن يختلف اثنين على قيمة سيرجيو بوسكيتس في منتصف الميدان. أما المشكلة الكبرى التي تواجه برشلونة فهي خط الدفاع، الذي يتواجد فيه فقط جيرارد بيكيه والذي انخفض مستواه بشكل ملحوظ عن الموسم الماضي ووضع كل تركيزه هذا الموسم على السخرية من ريال مدريد، أما من يزامل بيكيه بشكل رئيسي في خط الدفاع هو ماسكيرانو، فعلى الرغم من قيمته الكبرى، إلا أنه لا يلعب في مركزه الرئيسي متوسط الميدان الدفاعي منذ انضمامه إلى البرسا، كما يفتقد بارترا ثقة اللعب بالإضافة إلى عدم قدرة إنريكي على الاعتماد على ماثيو بشكل رئيسي في قلب الدفاع كون مركزه الرئيسي هو الظهير الأيسر، أي أن البرسا سيواجه متاعب حقيقية في حال مقابلته لأي فريق منظم هجوميًا. كما تمثل حراسة المرمى صداعًا كبير في رأس لويس إنريكي والذي يلعب بمبدأ المداورة بين برافو وشتيجن من خلال تولي حارس تشيلي المهمة في الدوري، على أن يلعب الحارس الدولي الألماني في منافسات الكأس ودوري أبطال أوروبا، حيث يرغب كلا الحارسين في االعب بجميع البطولات مهددين بالرحيل عن النادي في حالة عدم تلبية إنريكي لطلباتهم. موسم الانتقلات لم يبرم العملاق الكتالوني سوى صفقتين فقط هذا الموسم هما التركي إردا توران من أتليتكو مدريد مقابل 34 مليون يورو بالإضافة إلى أليكس فيدال من إشبيلية مقابل 18 مليون يورو، وذلك في الوقت الذي رحل فيه أيقونة الفريق تشافي هيرنانديز إلى السد القطري بالمجان، والمهاجم ديلفو إلى إيفرتون ب 6 ملايين يورو والهولندي إبراهيم أفيلاي إلى ستوك سيتي بالمجان وبيدرو إلى تشيلسي مقابل 27 مليون يورو، وعلى سبيل الإعارة انتقل المداف مارتن مونتويا إلى الإنتر في الصيف مقابل مليون يورو ومن ثم إلى ريال بيتيس في الميركاتو الشتوي بالإضافة إلى إعارة الكاميروني ألكساندر سونج إلى وستهام وكريستيان تيلو إلى فيورنتينا. الجهاز الفني يتولى لويس إنريكي القيادة الفنية للفريق الكتالوني للموسم الثاني على التوالي، وحقق برشلونة تحت قيادته الخماسية الموسم الماضي ورشح بقوة للفوز بكل الألقاب هذا الموسم، ولكن لا يمكن نسب هذه الإنجازات إلى إنريكي بالكلية، فتاريخ إنريكي مع الأندية الأخرى التي تولى قيادتها مثل روما وسيلتا فيجو ضعيف للغاية، ففي حقيقة الأمر، يمكن نسب إنجازات برشلونة إلى اللاعبين والجماهير بشكل رئيسي، فأسلوب لعب برشلونة ثابث لسنوات طويلة منذ حقبة جوارديولا، ولم يضع إنريكي بصمة تذكر في الفريق المدجج بالنجوم. أما عن الجهاز الطبي فيتيمز بتواجد 4 معدين بدنيين فيه هم رافاييل بول وإيدو بونز وفرانشيسك كوز بالإضافة إلى باكو سيرولو، واتبع الجهاز الطبي للبرشا طريقة جديدة لتقليل عدد الإصابات خلال الموسم، من خلال أخذ عينة للحمض الننوي من كل لاعب لمعرفة مدى إمكانية تعرض كل واحد منهم للإصابات خلال الموسم، وبالتالي وضع أحمال بدنية وتدريبات مختلفة لكل لاعب، وهي طريقة ناجحة للغاية أدت إلى عدم تعرض البرسا سوى ل12 إصابة طفيفة هذا الموسم. النفس الطويل حسن الفريق الكتالوني الموسم الماضي من نتائجه في الأمتار الأخيرة من عمر الدوري بالمقارنة مع الموسم قبل الماضي الذي خسره لصالح أتليتكو مدريد في آخر جولة، حيث استطاع الموسم الماضي تحقيق 7 انتصارات والتعادل في مبارتين في آخر 9 مباريات من المسابقة، بالمقارنة مع تحقيقه الفوز في 5 مباريات وتعادله في 3 مباريات وهزيمته في واحدة في الموسم قبل الماضي. برشلونة يحتاج للفوز في جميع مبارياته لحسم اللقب دون النظر لنتائج المنافسين لكن أي سقوط جديد في الأسابيع ال3 المتبقية معناه أن البطولة قد تذهب لأتلتيكو الذي يمتلك نفس الرصيد من النقاط أو الريال في حالة تعثر اتلتيكو أيضًا. 2- أتليتكو مدريد المباريات المتبقية لعب أتلتيكو مدريد 35 مباراة فاز في 26 وتعادل في 4 وخسر 5 ويتبقى له 3 مباريات واذا كان اتلتيكو يرغب في حصد اللقب هذا الموسم عليه أن يفوز في الثلاث لقاءات وينتظر سقوط برشلونة الذي يتساوى معه في عدد النقاط في اي من مبارياته القادمة لانه في حالة انتهاء البطولة بتساوي النقاط سيتوج برشبلونة لان نتيجة المواجهات المباشرة بينهما وعدد الاهداف ستكون في صالح الفريق الكتالوني. وأول اللقاءات المتبقية لرجال سيميوني ستكون أمام رايو فايكانو على ملعب فيسينتي كالديرون يوم 1 مايو حيث يقبع رايو فايكانو في المركز السادس عشر في جدول الترتيب، وانهزم في لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة وتعد هذه المواجهة سهلة بالنسبة لفريق العاصمة. وثاني مباريات أتلتيكو ستكون امام ليفانتي خارج الميدان يوم 8 مايو المقبل حيث يتذيل ليفانتي جدول الترتيب وانتهى لقاء الذهاب بفوز أتليتكو مدريد بهدف نظيف. ويختتم أتلتيكو مدريد مبارياته بالدوري الإسباني بمواجهة سهلة مع سيلتا فيجو على ملعب فيسينتي كالديرون يوم 15 مايو المقبل، وانتهى لقاء الذهاب بفوز أتليتكو بهدفين نظيفين. النفس الطويل أصبح على أتليتكو مدريد التعلم من درس الموسمين الماضيين اللذان اتسما بالإنهاء الضعيف على الرغم من تتويجه بلقب الدوري الموسم قبل الماضي، ففي الموسم الماضي حقق أتليتكو الفوز في 4 مباريات وتعادل في 4 وانهزم في مباراة في آخر مباريات، أما في موسم التتويج 2013- 2014 حقق أتليتكو مدريد الفوز في 6 مباريات وتعادل في اثنين وانهزم في مباراة في آخر 9 مباريات، حيث أخفق في تحقيق الفوز في آخر 3 مباريات في الدوري. وعلى أتليتكو مدريد الإنهاء بقوة أن رغب في المنافسة على لقب الدوري للأمتار الأخيرة من المسابقة على أمل تعثر الفريق الكتالوني في المباريات المقبلة. الطاقم التدريبي لا يختلف اثنان على أن ديجو سيميوني يمتلك الفضل الأول والأخير في النجاحات الكبيرة التي يحققها أتليتكو مدريد في السنوات الأخيرة، فبميزانية محدودة للغاية تمكن المدرب الأرجنتيني من صنع تشكيلة قوية للغاية لا تضم بين جنباتها نجوم الصف الأول، ولكنهم يتمتعون بروح جماعية ووحدة مثيرة للإعجاب. وخلق سيميوني فريقًا متوازنًا لا يقف على أي لاعب بل وقادر على تعويض رحيل جميع النجوم بسهولة شديدة، حيث تمتع الأتليتكة بقوة هجومية ضاربة تمثلت في الأرجنتيني سيرجيو أجويرو وديجو فورلان، ولكنه استطاع تعويض رحيلهم بإبراز موهبة الكولمبي راداميل فالكاو، ومن ثم عوض سيميوني رحيل فالكاو باكتشاف موهبة الإسباني ديجو كوستا، ومع رحيل الأخير إلى تشيلسي، عوض سيميوني الجانب الهجومي بالمهاجم الفرنسي جريزمان وأعاد الحياة من جديد إلى الإسباني فرناندو توريس. وعلى الرغم من رحيل حارس مرمى الفريق كورتوا والتركي توران، إلا أن الفريق حافظ على وتيرته وطريقة لعبه التي لا تقف على أي لاعب بفضل دهاء سيميوني الذي خلق من أتليتكو وحشًا يزعج أعتى الفرق الأوروبية، ويكفي إنهاءه لعقدة ملعب البيرنابيو حيث أصبح ميدان ريال مدريد بمثابة النزهة لأتليتكو في كل عام يأتون إليه ليحققوا الانتصارات ويحصدوا الألقاب مثل فوزهم بكأس ملك إسبانيا عام 2013 على هذا الملعب وعلى فريق ريال مدريد بالذات. كما قهر أتليتكو مدريد أسطورة برشلونة وأحرز لقب الدوري في موسم 2013 - 2014 من خلال التعادل على ملعبهم في الجولة الأخيرة التي احتاج فيها العملاق الكتالوني للفوز من أجل التتويج بالدوري، كما وضل أتليتكو إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في نفس الموسم من خلال إقصاء برشلونة من ربع النهائي وتشيلسي من نصف النهائي وكان قريبًا للغاية من إحراز اللقب من خلال تقدمه في النهائي حتى الدقيقة 93 قبل أن يشعل راموس الملعب برأسيته الشهيرة. وتوج سيميوني بلقب الدوري الأوروبي موسم 2011- 2012 وتوج بالسوبر الأوروبي على حساب تشيلسي بنتيجة تاريخية استقرت على 4 مقابل واحد، فدهاء سيميوني واعتماده على المواهب بدلا من النجوم أثر في أتليتكو مدريد بشكل كبير وجعلهم من القوة الضاربة في أوروبا. ويضم الطاقم الفني لأتليتكو مدريد 3 مدربين مختصين في الإعداد البدني هم: الإسباني كارلوس مينديز ومواطنه إيفان انفانتي بالإضافة إلى الأوروجوياني أوسكار أورتيجا، ولعب الثلاثي دورًا كبيرًا في نجاحات أتليتكو الذي تعتمد خطته على القوة البدنية الكبيرة، فلم نرَ الفريق ينهار بدنيًا في أي مباراة، بل دائمًا ما يمتلك الأفضلية على جميع المنافسين في الأمتار الأخيرة من كل مباراة وهو الأمر الذي صنع الفارق للفريق العاصمي. موسم الانتقالات دعم دييجو سيميوني فريقه بالعديد من اللاعبين الجيدين خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية ولعل أبرزهم المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز من بورتو ب35 مليون يورو واللاعب المونتينجري ستيفان سافيتش من فيورنتنيا ب25 مليون يورو والبلجيكي يانيك فيريرا كارسكو من موناكو ب20 مليون يورو والأرجنتيني لوسيانو فيتو من فياريال ب20 مليون يورو، بالإضافة إلى كل من فيليبي لويز من تشيلسي ب16 مليون يورو. وبالتالي عوض الأتليتكو رحيل مجموعة بارزة من نجومه مثل الأرجنتيني كريستيان أنسالدي إلى زينيت بعد انتهاء فترة إعارته، ورحيل المدافع البرازيلي ميراندا على سبيل الإعارة إلى إنتر مقابل 3 ملايين يورو، وانتقال التركي إردا توران إلى برشلونة ب34 مليون يورو والكرواتي ماريو ماندزوكيتش إلى يوفنتوس ب19 مليون يورو والأوروجوياني كريستيان رودريجز إلى اندبيندينتي مجانا، ورحيل راؤول جارسيا إلى أتليتك بلباو مقابل 8 ملايين يورو وراؤول خيمينيز إلى بنفيكا مقابل 9 ملايين يورو. كما انتقل ماريو سواريز إلى فيورنتنيا إلى مقابل 15 مليون يورو، وأخيرا رحل جاكسون مارتينيز بعد انضمامه بستة أشهر إلى فريق جوانجزو إفرجراند الصيني مقابل 42 مليون يورو. أبرز اللاعبين تكمن قوة أتليتكو في وحدة الفريق وعدم توقفه على لاعب واحد فقط، ولكن يبرز في التشكيلة المهاجم الفرنسي أنطونيو جريزمان الذي يتصدر هدافي الفريق من خلال إحرازه 20 هدفًا هذا الموسم وفي المركز الثاني يأتي فرناندو توريس برصيد 10 أهداف وفي حراسة المرمى لا يختلف اثنين على المستوى المبهر الذي يقدمه الحارس السلوفيني يان أوبلاك وذلك من خلاله في الحفاظ على نظافة شباكه في 23 مباراة كاملة خلال هذا الموسم. وإذا كان أتلتيكو يرغب في حصد اللقب هذا الموسم عليه أن يفوز في جميع مبارياته وينتظر سقوط برشلونة الذي يتساوى معه في عدد النقاط لأنه إذا انتهت المسابقة بهذا الشكل وتساوى الفريقان في عدد النقاط سيحتكم الفريقان للمواجهات المباشرة وعدد الأهداف وكلاهما في صالح الفريق الكتالوني. 3- ريال مدريد موقف الريال في البطولة لعب فريق ريال مدريد 35 مباراة فاز في 25 وخسر في 4 مباريات وتعادل في 6 ويتبقى له 3 مباريات في البطولة ويحتاج للفوز بها جميعا لضمان الحفاظ على فرصته في حصد اللقب انتظارا لتعثر برشلونة واتلتيكو. ووفقا للأرقام والمواجهات السابقة تعد هناك مباراة صعبة على الفريق الملكي من اللقاءات اللاث المتبقية والمباراة الصعبة للميرينجي ستكون امام فالنسيا على ملعب سانيتاجو برنابيو يوم 8 مايو المقبل،ضمن منافسات الجولة 37 من المسابقة ودائما ما يجد رجال فريق العاصمة صعوبات كبيرة في مواجهة فالنسيا سواء على ميدانهم أو خارج ميدانهم، وتبقى الاحتمالات مفتوحة أمام أي من الفريقين لحسم نتيجة المباراة وذلك بعدما تعادلا بهدفين لكل منهما في لقاء الذهاب، وفي أخر 10 مباريات في الدوري بينهما فاز الريال في 4 وفاز فالنسيا في مبارة واحدة وانتهى 5 لقاءات بالتعادل. بينما ينتظر الريال مواجهتين أقل صعوبة من لقاء فالنسيا وأولى هذه المواجهات ستكون امام ريال سوسييداد خارج الميدان يوم 1 مايو المقبل، وعلى الرغم من تحقيق الأخير فوزا غير متوقعا على برشلونة في الجولة ال32 إلا أن الريال هو الأقرب للفوز وحسم نتيجة اللقاء لصالحه مثلما فعل في لقاء الذهاب الذي أنهاه لصالحه بثلاثة اهداف مقابل هدف. بينما ستكون المواجهة الثانية في ختام بطولة الدوري عندما يلتقي الملكي مع ديبورتيفو لاكورونيا خارج الميدان يوم 15 مايو المقبل، وكان لقاء الذهاب انتهى بنتيجة 5 أهداف نظيفة للفريق الملكي. النفس الطويل بناء على نتائج الموسم الماضي، يمكن اعتبار الريال من الفرق التي تمتلك النفس الطويل، حيث تمكن الفريق الملكي من الفوز في 8 مباريات والتعادل في واحدة فقط في آخر 9 مباريات من الموسم. الإدارة يعاني ريال مدريد من التخبط الإداري الكبير الذي لا يوفر للنادي أجواء الاستقرار المناسبة للفوز بالألقاب، فعلى الرغم من ملايين الدولارات التي يضخها فلورنتينو بيريز سنويًا من أجل جلب أبرز النجوم العالمية أمثال كاكا وكريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ومسعود أوزيل وأنخيل دي ماريا وتشابي ألونسو وجاريث بيل وخاميس رودريجز، إلا أنه لم يضخ نفس الأموال هذا العام، ولم يستقدم للريال الأسماء الرنانة التي تصنع له الفارق. كما لا يتمتع بيريز بالصبر على المدربين، فالمحاسبة عنده لا تأتي في نهاية الموسم بل في أي موعد، حيث وجهت له سهام الانتقادات بشدة بسبب إقالته لكارلو أنشيلوتي الموسم الماضي على الرغم من فوزه في دوري الأبطال، إلا أنه أخفق في جميع البطولات التي لعبها في الموسم الأخير، ولكنه يبقى من أفضل المدربين في العالم ولابد من استبداله بمدرب من نفس الطراز، إلا أن بيريز فاجئ الكل وجلب رافائييل بينيتز الذي يعود أخر إنجاز له إلى عام 2005 عندما فاز بدوري الأبطال برفقة ليفربول والفوز بالدوري الأوروبي مع تشيلسي عام 2013. وتأثر الفريق الملكي بالتغيير الكثير للمدربين، كما عانى الفريق من عدم تدعيمه على النحو الجيد في بداية الموسم ولم تهتم إدارة الملكي سوى بإحضار النجوم الرنانة حتى لو كان الفريق لا يحتاج إليهم، فبيريز يعلم جيدا كيفية الاستثمار وجلب الأموال من وراء اللاعبين من خلال الإعلانات وبيع القمصان، غير مهتما بكيفية جلب البطولات التي تتشوق إليها جماهير الميرينجي. الطاقم التدريبي بدأ رافائيل بينيتز الموسم على رأس القيادة الفنية للريال وسط استغراب الكل وتشكيكهم في قدرته على النجاح مع النادي الملكي، وكانت بدايته جيدة للغاية من خلال إحداث التوازن المطلوب في الفريق وتنظيمه للجوانب الدفاعية، إلا أنه سرعان ما انهار الريال في الكلاسيكو برياعية نظيفة وخرج من كأس الملك بسبب خطأ إداري بإشراك اللاعبي تشيرشيف الموقوف، وقدم الريال من بعدها مستويات متذبذبة للغاية بسبب عدم اقتناع اللاعبين بالإدارة الفنية للمدرب الإسباني الذي لم يستطع أيضا السيطرة على غرف الملابس، الأمر الذي عجل برحيله كما كان متوقعا من بداية الموسم. ويتولى حاليا زين الدين زيدان القيادة الفنية للفريق الملكي خلفًا لرافائيل بينيتز منذ بداية العام تقريبا، ولا رغم أن الأسطورة الفرنسية لايمتلك الخبرة الكافية أو التجربة التي تؤهله إلى تولي تلك المهمة المعقدة، فكل خبرته التدريبة تقتصر على مساعدة أنشيلوتي وتولي المهمة الفنية للفريق الرديف، إلا أنه قاد الفريق لتحقيق نتائج جيدة في الليجا والاعودة مرة أخرى للمنافسة على اللقب بعد ان فقدت الجماهير الأمل أثناء تولى بينيتيز وكذلك قاد الفريق للتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا. موسم الانتقالات على غير العادة، لم يدخل ريال مدريد بقوة في موسم الانتقالات الصيفية حيث لم يتعاقد مع نجم بارز يصنع له الفارق خلال الموسم، وتعاقد الملكي مع الحارس كيكو كاسيا من إسبانيول مقابل 6 مليون يورو، والكرواتي ماتيو كوفاسيتش من إنتر مقابل 29 مليون يورو ودانيلو من بورتو البرتغالي مقابل 31,5 مليون يورو بالإضافة إلى كل من ماركو أسينسيو من ريال مايوركا مقابل 3,5 مليون يورو والإسباني خيسوس فاليخو مقابل 5 مليون يورو من ريال سرقسطة، واستعاد كل من كاسميرو وتشيرشيف بعد انتهاء إعارتهما مع أندية بورتو وفياريال على الترتيب. ولا يمكن اعتبار تلك الصفقات تعويضا للراحلين عن الريال في هذا الصيف، فالأسماء الراحلة أفضل بكثير من تلك الصفقات التي أبرمها فلورنتينو بيريز، حيث تخلص الريال من حارسه الأسطوري إيكر كاسياس ببيعه لبورتو مجانا، وانتقل البرتغالي فابيو كوينتراو إلى موناكو على سبيل الإعارة ظن ورحل سامي خضيرة إلى اليوفي مجانا، كما انتهت إعارة اللاعب المكسيكي خافيير هيرنانديز مع انتقال متوسط الميدان إيراميندي إلى ريال سوسيداد مقابل 15 مليون يورو. أبرز اللاعبين بكل تأكيد يأتي في المقدمة المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تمكن من تسجيل 31 هدفا حتى الآن فى المسابقة يتصدر بهم قائمة هدافي الليجا ويحل في المرتبة الثانية في قائمة الهدافين داخل صفوف الريال كريم بنزيمة ب23 هدفا ومن ثم جاريث بيل ب18 هدفا كما يعد ثنائي الدفاع سيرجيو راموس والبرازيلي مارسيلو من أكثر اللاعبين تأثيرا داخل صفوف الريال حيث يقدم الثنائي موسما رائعا مع الفريق.