صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، فى تقرير لها نشر أمس، نقلت عن مسؤولين أمريكيين وبعض من قادة المعارضة السورية أن وكالة الاستخبارات الأمريكية وقوات العمليات الخاصة قامت سرا بتدريب المعارضة على الأسلحة المضادة للدبابات والأسلحة المضادة للطائرات منذ أواخر العام الماضى، أى قبل أشهر من موافقة الرئيس باراك أوباما على خطط بدء التسليح المباشر لهم. الصحيفة الأمريكية ذكرت أن التدريبات السرية الأمريكية فى الأردن وتركيا، جنبا إلى جنب مع قرار أوباما هذا الشهر بتوريد الأسلحة والذخائر إلى المعارضين، قد أدت إلى زيادة الأمل بين المعارضة السورية المحاصرة، من أن واشنطن سوف تقدم فى نهاية المطاف أسلحة أثقل، موضحة أنه وحتى الآن، المعارضة تقول إنهم يفتقرون إلى الأسلحة. «لوس أنجلوس تايمز» ترى أن جهود الولاياتالمتحدة المقيدة تعكس شكوك أوباما المستمرة عن الانجرار إلى الصراع الذى قتل بالفعل أكثر من 100 ألف شخص وخوف إدارته من أن المسلحين الإسلاميين الذين يقودون الآن الحرب ضد الرئيس السورى بشار الأسد يمكن أن يسيطروا على أسلحة الولاياتالمتحدة المتطورة. وذكرت ما قاله المسؤول الأمريكى، الذى فضل عدم ذكر اسمه، إن «التدريب اشتمل على مقاتلين من الجيش السورى الحر من الجماعات المتمردة غير المتعاونة مع بعضها البعض، والتى كانت إدارة أوباما قد وعدتها بالمساعدات العسكرية الموسعة». ومن جانبه، قال قائد المتمردين إنه لا يمكن تحديد عدد المتدربين فى الأردن وتركيا، ولكن التدريب فى الأردن، يشمل من 20 إلى 45 متمردا فى وقت واحد. كما أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية اختارت المتدربين من العام الماضى، عندما أقامت الولاياتالمتحدة خطوط إمداد إقليمية لتقديم مساعدات غير قتالية للمعارضة. وقال أحد قادة المعارضة إن التدريب بدأ فى نوفمبر فى قاعدة أمريكية جديدة فى الصحراء فى جنوب غرب الأردن. وأضاف أنه حتى الآن، قد حضر نحو 100 من المتمردين من درعا فى أربع دورات، والمتمردين من دمشق، قد حضروا ثلاثا. وذكر القائد المعارض أن المتمردين قد حصلوا على وعد بالتسليح الكافى من الأسلحة المضادة للدبابات وأسلحة أخرى لاكتساب ميزة عسكرية تتفوق على جيش الأسد، لكن شحنات الأسلحة من قطر، والمملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى، التى لا بد أن تحصل على موافقة من الأمريكيين، تستغرق شهورا للوصول وتشمل متمردين أقل من المتوقع. أما صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فنشرت تقريرا عن الوضع فى سوريا، لكنه يبتعد عن التطورات الميدانية وعدد القتلى وخطط التسليح الأمريكى للمعارضة، حيث فضلت الصحيفة الحديث عن الخطر الذى يواجه المناطق الأثرية فى المدن السورية. الصحيفة البريطانية أشارت إلى تحذير «اليونسكو» هذا الأسبوع من أن المعالم الثقافية الكبرى فى سوريا، بما فى ذلك دمشق، معرضة لخطر التلف أو التدمير، موضحة أنه قد تم بالفعل حرق سوق فى حلب. كما دمر القتال العنيف المسجد الأموى فى حلب، الذى يعود تاريخ بنائه بين القرنين 8 و13 وكذلك المنزل الذى يعتقد أنه يحوى رفات والد يوحنا المعمدان. وأشارت الصحيفة إلى أن الجامع الأموى الكبير فى دمشق ما زال سليما، على الرغم من إمكانية تدميره من خلال إحدى القذائف. وأوضحت أيضا أن الأماكن المعرضة أكثر للخطر هى الكنائس والمزارات المسيحية والشيعية.