«سيتحقق السلام فى حياتى».. كانت هذه إجابة الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز «المفاجئة» عن سؤال طرحته صحيفة «تليجراف» البريطانية فى أثناء مقابلة أجرتها معه، بالتزامن مع اقتراب عيد مولده ال90، معبرا عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. «تليجراف» قالت إن بيريز حصل على جائزة نوبل للسلام «الذى لم يحققه قط»، وإنه شهد جميع الحروب اليهودية والمعارك الإسرائيلية الدموية ضد الثورات الفلسطينية. معلقة بأن إجابته ليست مفاجئة فقط بسبب الإطار الزمنى القريب الذى قد يتحقق فيه السلام بين البلدين، لكن لأنها تتناقض مع المعارضة الشديدة جدا (مقارنة بأى حكومة إسرائيلية سابقة) لاتفاقية سلام من قِبل الائتلاف الذى شكّله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مؤخرا. يعتقد بيريز أن رياح التغيير فى الشرق الأوسط ستحمل إسرائيل نحو السلام، بغضّ النظر عن الأشخاص الموجودين فى الحكومة. وأشار الرئيس إلى وجود أغلبية واضحة تؤيد حل الدولتين. الصحيفة لفتت إلى أن أحد هذه الانتصارات بالنسبة إلى بيريز هو اتفاقيات أوسلو للسلام عام 1993، وكان وزيرا للخارجية الإسرائيلية آنذاك، والتى تشارك بسببها جائزة نوبل للسلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلى حينها إسحاق رابين، والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات. «تليجراف» أوضحت أن كثيرين من الإسرائيليين والفلسطينيين أصابهم الإحباط من هذه الاتفاقيات بعد الانحدار إلى العنف الذى أدى بدوره إلى المأزق الدبلوماسى الحالى. هنا دافع بيريز عن إرثه السياسى المتوَّج قائلا إن أوسلو كانت البداية الحاسمة التى صاغت المرحلة الأخيرة المطلوبة أو حل الدولتين الذى أصبح الآن «الكأس المقدسة» (استخدمها المسيح فى العشاء الأخير) فى الدبلوماسية الدولية. وتابع الرئيس الإسرائيلى بأن حجر العثرة هو الفجوة الموجودة بين الطرفين، مستطردا بأنه يمكن تجاوزها عبر مزيد من المفاوضات. مضيفا «توجد الآن سلطة فلسطينية، وقوات أمنية فلسطينية تشكلت برضا إسرائيل، ويحاولون بناء اقتصادهم الخاص. دون أوسلو لم يكن هذا ليبدأ». على عكس نتنياهو الذى لم يلتقِ الرئيس الفلسطينى محمود عباس منذ 2010، يقدر بيريز عباس جدا، وحضرا معًا اجتماعات خاصة وعامة على مدار السنوات الأخيرة. وبسؤال الرئيس الإسرائيلى عما إذا كان عباس هو أفضل شريك سلام على الإطلاق مع إسرائيل، أجاب «من نواحٍ كثيرة، نعم. لا يوجد شخص كامل، لكن على العموم هو رجل جادّ، يريد السلام، ينبذ الإرهاب. إنه فى نظرى الرجل الذى يمكن التوصل معه إلى السلام». الرئيس الإسرائيلى وصف إيران فى مقابلته مع «تليجراف» بأنها «تهديد للعالم»، وأنها تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط. وتابع «لماذا ينبغى أن تهدد إيران؟ أخبرنى، لماذا؟ إنهم مركز الإرهاب، يرسلون أسلحة، يعدمون الناس ويقتلونهم، يثيرون الرعب». موضحا أن إسرائيل ليس لديها نية فى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكنها تؤيد سياسة إدارة أوباما «الجيدة» على حد قوله، بتطبيق عقوبات مكثفة على إيران.