خبير غربي:القاهرة فقدت رصيدها لدى روما في الشهرين الماضيين بشكل غير ذكي "قضية ريجيني اختبار لرئيس وزراء إيطاليا" هكذا علَّق موقع "تايمز لايف" الجنوب الإفريقي على وصول وفد من أعضاء النيابة العامة والشرطة المصرية لروما ومعهم ملف يتكون من 2000 صفحة حول التحقيق الذي تمَّ فيه استجواب أكثر من 200 شخص. وقال الموقع، في تقريرٍ له، اليوم الخميس: "هذه الزيارة تهدف إلى طمأنة روما واحتواء قلقها بأن كل شيء يجري القيام به لتقديم قاتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني إلى العدالة.. وهذا يأتي وسط تحذيرات المسؤولين الإيطاليين من عواقب عدم تقديم القاهرة تقارير حقيقية ومفصلة عن كل شيء يعرفونه عن مقتل الطالب". وأضاف: "هذه القضية تعتبر اختبارًا لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، الذي قام بتعزيز علاقات تجارية وأمنية وثيقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكنه يمارس عليه ضغط من قبل الشعب الإيطالي الغاضب بسبب مقتل ريجيني". ونقل الموقع عن ماتيا تولادا، خبير في السياسة الخارجية الإيطالية بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن، قوله: "توطيد العلاقات بين البلدين يعتبر صفقة كبيرة لروما لكن مصر فقدت معظم رصيدها خلال الشهرين الماضيين بطريقة غير ذكية". محققو روما ينتظرون سجلات هاتف القتيل ولفت إلى أنَّ مسؤولين ايطاليين تحدثوا في بداية القضية عن مقتل ريجيني إثر حادث سيارة، لكن بعدها تمَّ ربط وفاته بنزاع شخصي، مشيرًا إلى أنَّ المحققين الإيطاليين مازالوا ينتظرون الحصول على سجلات الهاتف المحمول لريجيني والصور التي تمَّ التقاطها من الحي الذي اختطف فيه، وأنَّ روما تريد معرفة أيضًا ما إذا كان ريجيني تحت المراقبة قبل اختطافه أم لا، وسبب ذلك. وذكر الموقع: "خيارات إيطاليا من حيث العمل اقتصرت على استدعاء سفيرها وتحذير مواطنيها من السفر إلى مصر لأسباب أمنية وتسعى بدعم من شركائها في الاتحاد الأوروبي للضغط على القاهرة في هذه القضية، وحظر السفر من شأنه أن يضر بصناعة السياحة في مصر ويزيد من تصعيد الخلاف مع حكومة السيسي". وجاء في تقرير الموقع: "دول الاتحاد الأوروبي الأخرى قد لا تغامر بعلاقتها مع مصر لدعم أيطاليا، وهناك الكثير يعتمد على ما إذا كان الوفد المصري يمكن أن يدلي بشيء، الأمر الذي يجعل رينزي يكسب المزيد من الوقت فيما يتعلق بالرأي العام الملتهب جدًا حول هذا الموضوع".