أكد سامح شكري وزير الخارجية، أن ما أنجزته الدبلوماسية المصرية خلال العام والنصف الماضيين جاء بفضل تكاتف الشعب المصري، بالرغم من أن العالم يعيش اليوم في فترة بالغة الصعوبة في ضوء التغيرات الجذرية والتحديات الكبيرة، وكان آخرها تطورات ما يسمى بالربيع العربي وما مثلته من تهديدات وتداعيات كبيرة. جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه مجلس الأعمال الكندي المصري مساء اليوم بالقاهرة، تحت عنوان "الدبلوماسية المصرية والتحديات الراهنة" بحضور معتز رسلان رئيس المجلس ولفيف من السفراء المصريين والأجانب وعدد من رجال الأعمال ومدراء الشركات العالمية . وأوضح شكري أن مصر واجهت تحديات لتستعيد دورها القيادي ولإحداث التنمية مع الحفاظ على أمنها القومي والحفاظ على العلاقات المتنوعة والمؤثرة والإيجابية، مشيرا إلى أن العلاقات الخارجية المصرية لها خصوصيتها ولها ركائز تأسست عليها حتى تساهم في استقرار النظام العالمي والدولي. وأضاف قائلا إن: "التحديات عديدة ولن نتغلب عليها إلا إذا كانت هناك رؤية واضحة"، مشيرا إلى أن السلبيات التي ترتبت خلال السنوات الماضية ينبغي تجاوزها، مع الوضع في الإعتبار وضع العالم الذي يتسم بتشعب المصالح لذلك لابد من بناء العلاقة الخارجية على أساس التوازن مع الرفض التام لأي وصاية خارجية من أحد. ونوه شكري إلى أن الرئيس السيسي أكد على أن السياسة الخارجية قائمة على مباديء وقيم وعقيدة وحضارة وهو فكر غير تقليدي ولكنه تنويري ولا يتناقض مع ما هو مألوف من أن السياسة فن المراوغة أو الاقتناص ولكن لابد أن تكون السياسة متصلة بمبادىء إنسانية راسخة غير خاضعة للتطورات أو التحديات. وأعرب وزير الخارجية عن ثقته في إمكانيات وقدرة الشعب المصري وهو ما يدعو إلى المزيد من التفاؤل وخاصة أن مصر مليئة بقدرات وسواعد أبناءها إلا أنه لابد من التحلي بالصبر والجهد والتفاني لتحقيق طموحاته. وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية، أكد سامح شكري وزير الخارجية أنه بلا شك تعد الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدولة العظمى في العالم، لافتا إلى أن مصر لها علاقات متشعبة وعميقة معها على مدى العقود الماضية وتظل هذه العلاقة ضمن الأسس الثابتة للسياسة الخارجية المصرية، لاسيما في هذه المرحلة. وحول العلاقات المصرية الأوروبية، أشار شكرى إلى أن مصر لا يمكنها أن تسير خارج نطاقها الجغرافي مع أوروبا، موضحا أن ذلك لا يعني عدم وجود شد وجذب بين حين وآخر بين مصر وأوروبا نظرا للدور والتأثير الكبير لمنظمات المجتمع المدنى على آليات صنع القرار الأوروبي وهناك اختلافات في الرؤى، وكانت الرؤية المصرية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية نابعة من معرفة دقيقة بالأوضاع وهو ما اعترفت به بعض الدول الأوروبية مؤخرا. وأضاف سامح شكري أنه لابد من تعزيز درجة التفاهم بين مصر وأوروبا لتجنب الآثار السياسية السلبية وتحقيق المصلحة المشتركة، مؤكدا أنه ليس هناك تضارب ولكن هناك اهتماما لتحقيق المصالح المشتركة في ضوء الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية. واستطرد قائلا إن مصر اليوم متغيرة تماما عما كانت عليه في السابق، والتطورات الماضية أكدت قدرة الشعب المصري على تحديد مصيره وأهدافه وهو ما يفرض على المسئولين عدم تحقيق أي مصالح خاصة والعمل من أجل الصالح العام. وردا على ما تردد عن وجود تقصير دبلوماسي تجاه الأزمة الليبية، أكد سامح شكري وزير الخارجية، أنه لولا المساعدة المصرية لما تم التوصل إلى اتفاق الصخيرات السياسي، فضلا عن الجهود المصرية المبذولة لتشكيل المجلس الرئاسي والحكومة الوطنية في ضوء التشاحن الداخلي وطبيعة الشعب الليبي، مشيرا إلى أَن مصر مع شركائها تعمل على تعزيز الحل السياسي للأزمة وإعفاء الشعب الليبي من الآثار المدمرة جراء النزاع المسلح. وأضاف أن مصر تعمل بدون أن يكون لها أي أطماع وهو ما يعطيها المصداقية العالية والقدرة على التأثير، لافتا إلى أنه ليس الهدف هو فرض الإرادة المصرية على مكونات الشعب الليبي ولكن مساعدته وتوفير الدعم له ورفع كفاءة المؤسسات بما فيها قواته المسلحة بعيدا على اللجوء إلى السلاح والعنف. وأكد استمرار مصر في دعم كافة المؤسسات الليبية وفقا لاتفاق الصخيرات السياسي ومنع تقسيمها وهو أمر ضروري تقع مسئوليته على الشعب الليبي أولا وشركائه ثانيا.