روى الناشط السياسي مالك عدلي، تفاصيل زيارته للشاب معوض عادل، أحد مصابي أحداث محمد محمود الأولى، الذي تعرض خلالها لإصابة بطلق ناري أثناء إسعافه أحد المتظاهرين في 20 نوفمبر 2011، والذي يتلقى علاجه في مركز رافيال الطبي بالعاصمة البريطانية لندن، على نفقة الدولة؛ مؤكدًا أنه أفاق من غيبوبته التي استمرت 5 أعوام. كتب مالك، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «الحمد لله الحالة بتتحسن، معوض دلوقتي بيشوف وبيسمع والنهاردة ضحك للمرضة، كل اللي كان باعت سلام لمعوض وصلته وبُست دماغه وإيده ورجليه بالنيابة عن كل اللي سألوا عنه ولسه فاكرينه وبيدعوله، ماتنسوش معوض وماتبطلوش تدعوله، ربنا يتم شفاه على خير». أضاف: «قدِرت أزور واحد من أسيادنا وتيجان رؤوسنا، معوض عادل، الملقب بالشهيد الحي، اللي اتصاب برصاصة في المخ في أحداث محمد محمود ومن يومها وهوا في غيبوبة، وبعد الدولة ما رفضت علاجه باعتباره مصاب ثورة واترفعت قضية كسبها أهل معوض اتنقل معوض للعلاج في مستشفى متخصصة في الحالات اللي زي حالته في انجلترا، معوض في مستشفي تبعد عن لندن حوالي ساعة ونص بالعربية، روحت وأنا مش عارف إيه ممكن أحس بيه أو يحصللي بس دا عيل من عيالنا ولازم، هشوفه يعني هشوفه». تابع: «مستشفى بسيطة معوض فيها في غرفة بسيطة على جهاز تنفس صناعي وأجهزة تانية، شاب زي القمر تكوينه الجسماني يشي بإنه صاحب جسم قوي، أبيضاني وشعره ناعم وعينيه بنية، نايم على سرير أبيض مابيتحركش بس بيشوف وبيسمع، والنهاردة الممرضة حكت لأخوه إنه ضحك لما حاولت تهزر معاه وساعات بيحس لما حد يلمسه، معوض في غيبوبة من نوفمبر 2011 وبره دنيانا خالص». استكمل: «سابوني أدخلله لوحدي، يا ربي معوض بيبصلي ونايم قدامي، هقولله إيه؟ إزيك يا معوض أنا اسمي مالك واحد يعرفك وبيحبك وجاي من مصر يطمن عليك، شد حيلك يا بطل، فيه ناس كتير بيسلموا عليك، معوض مركز معايا بعينيه، ابتديت اقوله أسامي على بالي دايمًا بيسألوا عنه، شد حيلك يا معوض إحنا كلنا مستنيّنك تقوملنا بالسلامة علشان نكمل اللي بدأناه سوا، بعد الجملة دي تاه كل الكلام من لساني وسرحت في عينيه، يا ربي أقوله إيه؟ إن مفيش حاجة اتغيرت وأن رقدته دي ببلاش؟ أحكيله عاللي حصل وبيحصلنّا وفينا؟ مقدرتش أنطق، بُست دماغه تاني وإيديه ورجليه وخرجت الدنيا مغيمة في وشي ومش شايف». استطرد: «اللي صدمني كمان إني عرفت أن محدش بيزور معوض غير عدد قليل جدًا من الناس في حين إني أعرف ناس كتير ليهم رجل على هناك وناس أصلًا عايشة هناك ومنهم كتير ظروفهم تسمح وكلهم بيتغنوا بالثورة والشهداء والمصابين بس محدش فكر يزوره ولا يطمن عليه ويشوفه ويشوف عينيه ويفتكر إحنا كنا فين وبقينا فين، بالذمة إحنا نستاهل أي توفيق؟ أنا غضبان قوي وزعلان من كل حد يقدر يروح يزور معوض وماراحش وكل حد نسي معوض، وكل حد فاكره ومابيدعيلوش، وكل حد نسي معوض نايم على سرير بقاله حوالي خمس سنين ليه، وغضبان من نفسي ومن الدنيا كلها، العيال دي تستاهل مننا كده؟ يا رب أشفي معوض وفرح قلب أمه وأخوه الجدع مصطفى وقلوبنا ووفقنا يبقى فيه حاجة حلوة نقدر نقولها لمعوض لما يقوملنا بالسلامة». معوض عادل، الطالب في الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا آنذاك، أصيب برصاصتين في الرأس، أدت لإصابته بكسر في عظام الجمجمة وارتشاح في المخ وشلل كامل بالأطراف، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة طالت مدتها أعوام. كانت محكمة القضاء الإداري، قضت في 2 أبريل 2013 بإلزام الدولة ممثلة في المجلس القومي لرعاية أسر شهداء ومصابي الثورة، بعلاج عادل معوض، أحد المتظاهرين في أحداث محمد محمود الأولى على نفقة الدولة، بعد أن نظم عدد من أصدقاء «معوض» وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالي، رافعين لافتات ومرددين هتافات تؤيد الثورة بعد صدور الحكم، كما كانوا قد نظموا وقفة صامتة أمام مجلس الوزراء، مطالبين بعلاج زميلهم الذي أصيب برصاصتين في الرأس خلال أحداث شارع محمد محمود.