حذر مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء المصرية، اليوم الثلاثاء، من موجة اعتداءات جديدة تستهدف المسلمين في بلجيكا بشكل خاص، وأوروبا والولايات المتحدة بشكل عام، عقب سلسلة التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، والتي راح ضيحتها خمسة وثلاثون وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء. أكد المرصد، في بيان، أن أعمال التنظيمات الإرهابية تهدم صورة الإسلام حول العالم وتشوه معانيه وقيمه السامية، وتدفع الكثيرين إلى معاداة المسلمين والاعتداء عليهم، وقد ثبت بالدراسات الرصدية أن المسلمون هم أكثر الفئات المستهدفة من قبل الإرهابيين، كما أن الجاليات المسلمة في الخارج هم أكثر المتضررين من أعمال تلك التنظيمات وجرائمها في حق الآمنين في مختلف دول العالم. أشار إلى أن علماء المسلمين قديما وحديثا قد اتفقوا على حرمة العمليات الإرهابية التي يطلق عليها البعض "استشهادية"، والتي تستهدف المدنيين وتضرب استقرار الدول وتؤثر على مسيرتها التنموية والمجتمعية، وتزرع الشقاق والفتنة بين مسلمي تلك الدول وباقي فئات المجتمع، مؤكدًا أن الإرهاب لا يفرق بين مسلم وغير مسلم، كما أنه يستهدف الدول الإسلامية والغربية على السواء، ويوقع المدنيين من هنا وهناك بدعاوى باطلة وتبريرات واهية لا تنطلي على عاقل، وهو ما يُبيّن أن الإرهاب هو عدو الإنسانية الأول في هذا العقد، ولابد من تضافر كافة الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لمحاربته والقضاء عليه وعلى أسبابه، وقطع الطريق أمامه لتشويه المعتقدات والأديان لتأجيج نار الصراعات الدينية التي يسعى جاهدا لإشعالها بين أصحاب الديانات. طالب المرصد وسائل الإعلام الغربية إلى الحيادية في تناول قضايا التطرف والإرهاب، وعدم الربط السلبي بين العمل الإرهابي والدين الإسلامي، والعمل على إتاحة الفرصة أمام علماء المسلمين المعتدلين للتحدث إلى المجتمعات وبيان حقيقة الإسلام ورسالته النيرة، والبعد عن الإثارة في التناول، أو الاجتزاء والتشويه بحق فئة بعينها. اختتم بيانه بالتشديد على أن محاربة الإرهاب أمر لا يخص دولة وحدها أو مجتمع بعينه، وإنما هو شأن عالمي يهدد المجتمع الدولي بأكمله، ولابد من بذل كافة لجهود الممكنة للقضاء على تلك الفئة المتطرفة من مختلف بقاع العالم، وتطهير الأوطان منها ومما تحمله من شرور للعالم أجمع.