المواطنون: الوحدات الصحية مجرد يافطات على مبان خاوية تسكنها "الخفافيش" ملايين الجنيهات تكبدتها الدولة لإنشاء عشرات الوحدات الصحية بمحافظة أسوان لخدمة المرضى خاصة من محدوى الدخل والفقراء، لكن تقف مشكلة العجز فى توفير الأطباء ونقص الأدوية عائقًا أمام عمل هذه الوحدات والتى أصبحت روحًا بلا جسد. ويعتبر مركز إدفو شمال أسوان أكبر مراكز المحافظة من حيث المساحة والكثافة السكانية، إلا أن ذلك لم يشفع له كثيرًا فى ظل المعاناة التى يتكبدها المواطنون بسبب سوء حالة المنظومة الصحية من جهة ، وللنقص الحاد فى الكوادر الطبية والعلاجية من جهة أخرى.
ومن يتأمل المنظومة الصحية وما آلت إليه حالها، سيشفق على المواطن المسكين الذي أصبح يتحمل ألم المرض عن رضا بقضاء الله، إلا أنه لا يقبل مرارة المعاناة بسبب سوء حال المنظومة الصحية. يقول أسامة قاعود، من أبناء قرية الدومارية بالكلح شرق بمركز إدفو، إن مجلس قروى الكلح شرق والذى يضم 14 نجعًا وقرية يخدمه عدد من الوحدات الصحية أهمها وحدة الدومارية ووحدة الكلح شرق ووحدة نجع الشهيد ووحدة الدقاديق وغيرها، والتى تحولت إلى جسد بلا روح نظرًا للنقص الشديد فى الكوادر الطبية. وأضاف أن هذا الأمر زاد من حجم المعاناة على الأهالى، خاصة من محدوى الدخل الذين يضطرون إلى السفر لمدينة إدفو عاصمة المركز، والتى تبعد لمسافة 15 كيلو للعلاج بأحد المستشفيات الحكومية هناك. وقال محمد مراد سعيد، موظف على المعاش من قرية الدومارية، إن المنظومة الصحية تدار بشكل خاطئ داخل قرى مصر بشكل عام ، حيث إنه من غير المعقول ان تتكلف الدولة ملايين الجنيهات لإنشاء الوحدات الصحية داخل القرى، فى الوقت الذى تجد فيه هذه الوحدات خالية من الكوادر الطبية وفرق التمريض. وطالب وزير الصحة والحكومة ومجلس النواب بدراسة الأمر وإعادة النظر فيه، مراعاة لمصالح وصحة المواطنين. وتابع: الوحدات الصحية داخل القرى أصبحت يافطة معلقة فقط ، فيما يقتصر دور البعض منها فى تسجيل المواليد والوفيات دون أى خدمات صحية أخرى. وأشار إلى أنه فى المقابل تجد بعض الوحدات الصحية الأخرى خالية ومتهالكة مثل الوحدة الصحية بقرية العطوانى، والتى غطتها الأتربة بسبب ارتفاع سطح الشوارع المحيطة لمبنى الوحدة الصحية، فى الوقت الذى خرجت فيه العديد من المطالبات من المواطنين بسرعة تجديد المبنى المتهالك للوحدة الصحية ولكن للأسف لم يستجب أى مسئول. ويضيف عبد الكريم مكى "موظف" أن الوحدة الصحية بقرية وادى عبادى لا يوجد بها طبيب مقيم أو أى خدمات صحية أخرى، رغم أن هذه الوحدة تقع على الطريق الرئيسى إدفو - مرسى علم، كما يقع العديد من الحوادث على هذا الطريق الحيوى الأمر الذى كان يفترض معه بالضرورة وجود طاقم طبى لتشغيل الوحدة للتعامل مع أى حالات طارئة. وعن قرية المحاميد شمال مركز إدفو، يقول المواطن حسن سليم إنه توجد وحدة صحية بالقرية مكونة من 4 طوابق كان من المقرر أن يتم تحويلها إلى مستشفى قروى لخدمة قطاع شمال مركز إدفو، بداية من قرية النصراب إلى قرية الشراونة، ولكن مع كل أسف أصبح المبنى خاويًا من أى طبيب أو أى أدوية، الأمر الذى يعد بمثابة إهدار للمال العام فى مبنى تكلف الملايين دون استغلاله حتى الآن. ومن المحاميد إلى قرية الفوزة التابعة لمركز إدفو، والتى يصل تعداد سكانها إلى نحو 14 ألف نسمة، يعانى المواطنون بالقرية الأمرين من سوء الخدمات الطبية والعلاجية، باعتبار أن الوحدة الصحية الوحيدة التى تخدم الاهالى لا تمارس عملها بالشكل المطلوب لعدم وجود أطباء أو تمريض، وتعالت صرخات المواطنين هل من مغيث؟!. وفى أول رد فعل رسمى لمشاكل النقص الحاد والعجز للأطباء داخل الوحدات الصحية، أكد محافظ أسوان مجدى حجازي إنه تم البدء فى تطبيق تجربة جديدة لسد العجز من الأطباء في الوحدات الصحية، من خلال إعادة توزيع الأطباء والممارسين على الوحدات الصحية بالمدن والقرى بنظام المناوبة بهدف سد الأماكن الشاغرة وإنهاء معاناة المواطنين الصحية. وشدد حجازى على المسئولين بضرورة معاونة أجهزة الصحة المعنية بالمحافظة فى إنجاح التجربة، لإعادة توزيع الكوادر البشرية المتاحة من الأطباء على جميع الوحدات الصحية بشكل يحقق توفير المشقة والمعاناة والأعباء المالية على المواطنين نتيجة لانتقالهم للمستشفيات العامة والمركزية للحصول على الخدمة الطبية المطلوبة. وأوضح المحافظ أن تنفيذ التجربة سيسهم في تحقيق التواجد المطلوب للأطباء داخل الوحدات الصحية المختلفة، سواء في الفترة الصباحية أو المسائية.