كتب - هشام عبد الخالق لم يكن تظاهر الآلاف أمس "السبت"، وسط العاصمة الإيطالية روما، ضد السلطات المحلية وسياسة حكومة رئيس الوزراء ماتيو رينزي، وخصوصًا ضد الخصخصة وهشاشة العمل، الواقعة الأولى من نوعها على الصعيد الدولي، فكثيرًا ما أثارت هذه السياسة غضب الكثيرين من رافضيها. وضمت المظاهرة عمّالاً في أوضاع هشة ومدرسين وأنصار حق السكن للجميع ونقابيين، اعتراضًا على الخصخصة وهدر الثروات العامة والاقتطاعات في الخدمات الاجتماعية والطرد من السكن. وواكبت المظاهرة التي كان شعارها "لا نبيع المدينة"، قوات أمنية كبيرة مَنَعَت الحشد من الوصول إلى البلدية التي كانوا ينوون التوجه إليها بعد تظاهرهم في شوارع وسط روما، ويدير العاصمة الإيطالية منذ نوفمبر الماضي واستقالة رئيس البلدية السابق إنيازيو مارينو، محافظ عينته الحكومة لتسيير شؤون المدينة حتى الانتخابات المقبلة والمرجح تنظيمها في يونيو. "بيرو" تنتفض ضد خصخصة المياه على سبيل المثال، حشدت الجماهير البوليفية نفسها في مظاهرة للمرة الثانية ضد الأمر التنفيذي الصادر بتحويل شركة المياه الحكومية إلى ملكية خاصة، وتظاهر يوم الاثنين الماضي، أكثر من ألفي شخص في عاصمة بيرو "ليما" ضد خطة الحكومة لخصخصة شركات المياه الحكومية. وتم تنظيم المظاهرة عن طريق مجموعة من المقيمين ب"بيرو" واتحاد عمال شركة المياه المعروف باسم "سيدبال". "كمبوديا" تحتج على خصخصة الأرض "في كمبوديا، تظاهر نحو 50 شخصًا، قبل أسبوعين خارج الجمعية الأهلية، ووزارة الداخلية ومجلس الشيوخ، ضد مشروع الدولة لخصخصة الأرض التي يعيشون عليها من أجل بيعها لتطوير أحد المشروعات". وكان بيت الحاكم، قد أعلن الأسبوع الماضي عن خططه لخصخصة حوالي 280 هكتارًا من أرض المقاطعة العمومية، وتم بيعها حاليا بتكلفة 3 مليارات دولار لشركة "كمبوديا لاستثمارات أعالي البحار". واشترك في المظاهرة ممثلون عن 6 قرى والتي يواجه قاطنوها خطر الإخلاء الجبري، من أجل المشروع، وبدأت المظاهرة في الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت كمبوديا واستمرت حتى نهاية اليوم. قباطنة قبرص يضربون ضد خصخصة الميناء أما في قبرص فقد أعلن 40 قبطانًا ومساعد بحار في ميناء "ليماسول"، دخولهم في إضراب دائم عن العمل بدءً من الغد، وذلك اعتراضًا على خصخصة الميناء الذين يعملون به، وادّعى القباطنة أن السعر المعروض للميناء "مُخزٍ" ولا يليق بسمعة الميناء الذي يُعد من أشهر موانئ البحر المتوسط. العرض الفائز بالخدمات البحرية للميناء، كان في مقابل 565 ألف دولار كمقدم، بالإضافة إلى 170 ألف دولار سنويا، ونسبة من الأرباح، وقال قباطنة السفن: إنهم "يُدخلون عائدًا للميناء يُقدَّر بنحو 10 ملايين دولار سنويا، وإن الشركة الفائزة بالعرض ستدمر الخدمات التي يقدمها الميناء ولا تخدم المصلحة العامة". وأشاروا إلى أن العروض الفائزة لأشياء أخرى من الخصخصة، مثل محطة الحاويات ومحطة متعددة الأغراض، كانت أعلى بعدة مرات من هذا العرض على الرغم من أن الميناء يقدم خدمات أكثر بكثير منهم، وسيبدأ الإضراب قبل أن يتم الاتفاق النهائي على بيع الميناء للشركة الرابحة مباشرة. نيجيريا.. الخصخصة تدفع الآلاف للاحتجاج ولم تخلُ القارة الإفريقية من المظاهرات ضد الخصخصة، حيث توحد عشرات الآلاف في نيجيريا على صف رجل واحد عندما اندلعت مظاهراتهم في أغسطس 2015 ضد الشركات العالمية التي تحاول السيطرة على مياه الشرب الخاصة بهم. وحمل الآلاف في تلك المظاهرات لافتات تقول "مياهنا هي حقنا" في إشارة منهم إلى أن مياه الشرب هي حق مكفول لهم، رافضين بيع شركات المياه لشركات أجنبية حتى لا يتم قطع المياه عنهم أو زيادة أسعارها.