كتب- شيماء سرور وعبدالرحمن أبورية: إن نظرت لها سرتك ليس لجمال وجهها أو لغلاء ثمن الملابس التى ترتديها، لكن للبسمة التى لا تفارق شفاهها، وتنم عن حالة الرضا، التى تتمتع هى بها، ويتمناها كثيرون.. تجلس السيدة نادية محمد محمد، 58 عاما، أمام فرشة الخضراوات، التى تمتلكها بجوار شريط السكة الحديد بمدينة طما شمال سوهاج، لتبيع الفجل والجرجير، حتى لا تمد يدها للآخرين، أو تنتظر شفقة من أحد. أم محمود، كما يناديها زبائنها، تقيم بقرية شطورة التابعة لمركز طهطا، التقتها "التحرير" لتحكى قصة كفاحها مع أسرتها، بعدما أهملتها الحكومة لأعوام، تقول "بدأت منذ أكثر من 35 عامًا فى بيع الخضراوات بسبب ضيق ذات اليد، حيث كان عمل زوجى عاملًا فى مكتب الصحة، ولم يكن يوما ما يتقاضاه من راتب كافيا لسد حاجتنا، وعليه اقترحت على إحدى جارتى أن أنزل معها السوق لبيع الخضرة بدل ما مد يدى وطلب المعونة من الغير ، إلا أننى عندما بدأت أنزل للبيع اعترض خالى وأجبته (لو هتدينى جنيه فى اليوم أو شيكارة دقيق فى الشهر هيجى اليوم وتمنعها عنى)". وتابعت رزقنى الله ب7 بنات هن: ناهد 23 سنة معاقة، ولا تعمل، وصباح معاقة، وسامية متزوجة، وسلوى متزوجة، ومحاسن متزوجة، وسعاد متزوجة، وصابرين، طالبة بكلية التمريض، كما رزقنى الله ب4 أولاد وهم عبد الله متزوج، و مخلوف متزوج، وحمادة حاصل على دبلوم، ومحمود طالب، وأكدت أن زوجها لم يكن يومًا يعول همًا لأبنائه، وأنها تكفلت بتجهيز بناتها ال5 اللاتى تزوجن كما ساعدت أبناءها الرجال فى الزواج، قائلة "الراجل حتى بعد ما طلع على المعاش فلوسه مش مكفياه دخان". وعن رحلة عملها قالت "أستيقظ قبل صلاة الفجر أعد عدتى، ثم أنطلق من قرية شطورة للسوق بمدينة طما لشراء البصل والجرجير والفول والليمون والشبت والبقدونس، ثم أنطلق إلى (فرشتى) التى هى بالقرب من شريط السكة الحديد". متابعة "الرزق يحب الخفية والصحيان بدرى، لأن ساعة الصبحية رزقها واسع"، مؤكدة أن لها زبائن ينتظرونها، ولا يشترون من سواها، مشيرة إلى أنها تقضى طوال اليوم فى البيع حتى أذان المغرب ثم تقوم بتغطية كل شىء، وتتركه حيث تجلس لتعود ثانى يوم، وتجده كما هو دون أن تمتد له يد، موضحة أن إجمالى دخلها فى اليوم يتراوح ما بين 60 – 75 جنيها، تقوم بدفع أقساط منه للشادر ثمن الخضار الجديد والباقى تقوم بشراء ما يحتاج له المنزل ثم تعود. وطالبت بصرف معاش لنجلتها "ناهد" التى أصابتها إعاقة عقب سقوطها من الدرج أحدثت لها إعاقة، مؤكدة أنها تقوم بشراء أدوية لها بشكل شهرى، وهو ما يرهقها ماديا بسبب ضيق ذات اليد.