تظل يد الوزارات والهيئات "مغلولة" في التصدى للتعديات على حرمة المال العام، وحتى حين تتحرك، تُحاسب من لا ذنب له. "التحرير" رصدت، في هذا السياق، واقعة كانت بطلتها وزارة الكهرباء، ممثلة في شركة القناة لتوزيع الكهرباء، التي عجزت عن تحصيل مستحقاتها من مواطن ، أقدم على هدم عقار" قديم"، وشيّد "برجًا" بدلًا منه، وينعم بالحصول على الكهرباء دون دفع رسوم إضافية ، فما كان منها إلا أن حملت موظفين ثمن هذا الخطأ، والذي لم يكن لهما أي صلة به . الواقعة يرويها، عبد العظيم مصطفى عبدالعظيم حماد، الموظف حاليًا بالشوؤن التجارية فى إدارة القنايات بالزقازيق، التي نُقل لها من إدارة كهرباء هندسة شرق الزقازيق عام 2014. أكد حماد ل"التحرير"، أنه كان يشغل منصب رئيس قسم العدادات فى هندسة شرق الزقازيق قبل نقله، موضحًا أنه فوجئ مؤخرًا، بتحويله للشؤون القانونية، ومطالبته بتسديد مبلغ قيمته 90 ألف جنيه، مناصفة بينه وموظف آخر في فرع هندسة الزقازيق. تابع: "الواقعة تعود إلى عام 2011، وحينها أشرفت والموظف الآخر، على تركيب 3عدادات لعقار قديم، لم يتعد 3 أدوار، في منطقة تابعة لشرق الزقازيق، ووفق الإجراءات القانونية، أي بعد تسديد قيمة المعاينة، وحصولنا على إشارة التركيب من مهندسي المعاينات والقياسات، وسداد قيمة الاشتراكات". أكمل: "ألا أن صاحب العقار ، بعد مرور 6 أشهر فقط من تركيب العدادات، هدمه وشيّد بدلًا منه برج"، منوهًا بأن القانون يحتم في هذه الحالة أن يدفع قيمة مالية جديدة، نظير عمل مقايسة جديدة للعقار، بعد أن بات "برج" متعدد الطوابق، يتعدى 10 أدوار، وعدم الدفع يترتب عليه فسخ التعاقد، وعدم توصيل التيار وفقا للوائح والقوانين المنظمة للعمل بشركات توزيع الكهرباء مع المشتركين، وأن يتم استدعاء الشرطة لتحرير مخالفة لصاحب العقار؛ لأنه في هذه الحالة يعتبر سارق للتيار، معقبًا: "ذنبي أنا إيه.. في واحد هد بيت وبنى برج .. والشركة بدل ما تطالب المخالف بالفلوس وتطلب له الشرطة.. سابت الحمار ومسكت فى البردعة". شدد على أنه تقدم بتظلم بتاريخ 23 من فبراير الماضي لرئيس الشركة بالمقر الرئيسي بالإسماعيلية، وحتى الآن لم يتلق ردًا. من جانبه، قال رئيس الشركة، المهندس محمد السيد، ل"التحرير"، إنه سيبحث الشكوى، وسيطالب بالإطلاع على ملف الموظف بالكامل أولا، وعلى ملف القضية الخاصة بالعقار؛ للوقوف على ملابسات الآمر، بهدف حصول الشركة على حقوقها فى المقام الأول، وأن لا يظلم أحدًا فى المقام الثانى.