كتب - هشام شعبان أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء الاثنين مداخلة هاتفية جديدة مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "القاهرة اليوم"، حملت العديد من الرسائل للمصريين ودول الخليج، كما تضمنت كشف حساب لإنجازاته منذ توليه الحكم وكذا بعد العبارات ذات الدلالة والتي تفتح بابا للتساؤلات.. مدته الرئاسية أكد السيسى، فى مداخلته الهاتفية أنه سيحقق ما وعد به الشعب مشددًا "مادام قلت إن أنا هأعمل يبقى بفضل الله تشوفوه قبل ما أمشى وقبل ما أنهى مدتى أكون خلصت كل كلمة قولتهالكم"، فيما رد عمرو أديب "أنهى مدة" فقال الرئيس: "لا أنا بتكلم على سنة أو سنة ونصف من الآن.. وورانا شعب عاوزين نديله أمله الحقيقى". وفى رده على سؤال عمرو أديب، حول رحيله بعد الفترة الرئاسية الأولى، قال إن الأمر المتعلق بحكم مصر، يخضع لإدارة الله سبحانه وتعالى، وليس لأى أحد آخر، وكذلك لإدارة الشعب المصرى، مضيفًا "الشعب المصرى لن يستطيع أحد أن يفرض عليه أى إرادة غير إرادته، وهو شعب ذكى جدًا، ولديه عمق حضارى لآلاف السنين،..لكننى اتكلم عن التزام داخل النطاق الذى كلفتمونى به، لو قدرت أعمل ل20 سنة أو30 سنة جاية فى السنتين اللى جايين هعمل، ويا رب يقدرنا كلنا وتروا كل الخير يا مصريين بيكوا وبعملكم". حديث الرئيس عن مدته الرئاسية تكرر للمرة الثانية في ظرف أقل من أسبوعين، حيث كان قد أكد في كلمته أثناء تدشين استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" يوم 24 فبراير الماضي:"يجب أن نتحمل من أجل خاطر أبنائنا وأحفادنا، ومصر دولة كبيرة وتقدر تعمل كل حاجة، والناس مش واخدة بالها بقى ولا إيه، فاكرين إني حسبها، لا والله، حفضل أبني وأعمر فيها لحد ما تنتهي يا حياتي يا مدتي". وبخلاف تكرار السيسي التلميح إلى مدته الرئاسية خلال الأيام الأخيرة، فهو الذي تحدث أيضا عن ذلك خلال احتفالات أكتوبر الماضية، وهو الأمر الذي يثير تساؤلا واضحا: لماذا..؟، وفي تعليقه على ذلك قال أحمد دراج المتحدث باسم تحالف "25 - 30"، إن الرئيس يسعى ليخرس بهذا الحديث كل الألسنة التي تدعي أنه طامع في السلطة، كما أنها تدل على أنه يقدر ضرورة تداول السلطة وتناوب الخبرات على حكم مصر، وأنه مرتبط بمدة واحدة، والشعب هو من سيحدد في النهاية، وفقًا للقانون والدستور. السيسي تحدث من قبل عن أنه لا يخشى مصير الرئيس الراحل أنور السادات الذي تم اغتياله في حادث المنصة الشهير، وفي تعليق لها حول تصريحات قدرة الرئيس على استكمال مدة رئاسته، قالت ميشيل دن مديرة برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام: "إن السياسة التي انتهجها الرئيس المصري قد خلقت له عددا كبيرا من الأعداء في الداخل وأن هؤلاء الأعداء قد يشنون عليه هجوما إما بالعنف أو بالتظاهر غير أن هذا الأمر يصعب التنبؤ به على وجه الدقة". مشروعات عملاقة تحدث الرئيس خلال المداخلة الهاتفية عن 8 مشروعات قومية أغلبها في سيناء وهي: مزرعة الأمل على مساحة 3 آلاف فدان، ومجمع مصانع للرخام، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ومشروع ال600 حوض للاستزراع السمكي، ومشروع ال27 تجمع بدوي، والطريق الموازي لقناة السويس ضمن مشروع شبكة الطرق، ومحور ميناء التفريعة ومطار المنيا. الملاحظ في استعراض السيسي للمشروعات القومية أنه تحدث عن مشروعات بعينها وتجاهل مشروعات أخرى كان قد تم الإعلان عنها في وقت سابق كالعاصمة الإدارية ومشروع الضبعة النووي والمليون ونصف المليون فدان، وهو الأمر الذي يثير تساؤل حول مدى الجدية والإنجاز الذي تم في تلك المشروعات. كشف الحساب قدم الرئيس خلال المداخلة مع عمرو أديب كشف حساب لإنجازاته حيث قال: "دا كشف حساب بقدمهولكم، وواضح أن هناك سوء تواصل بيننا"، وقام بشرح تفصيلي لما تم إنجازه وما سيكتمل من مشروعات عملاقة خلال العام ونصف والعامين المقبلين قبل انتهاء مدة رئاسته. السيسي تعمد الإشارة إلى أن هناك ربما سوء تواصل بينه وبين المواطنين فيما يخص ما تقوم به الدولة من أعمال وسياسات، وقد يكون هذا هو السبب وراء إقدامه على تقديم كشف حسابه، فيما ذهب بعض المحللين إلى أنه ربما يكون أحد المقربين من الرئيس نصحه بتقديم هذا الكشف لتوضيح الحقيقة أمام الشعب وإشراكهم في الصورة بأكملها، في الوقت الذي ذهب فيه البعض الآخر إلى أن الرئيس تطوع من تلقاء نفسه لتقديم كشف الحساب استباقا لما قد تقدم عليه أية قوى سياسية أو حتى شخصيات معارضة بادعاء فشل النظام في تحقيق أي إنجاز.. وبالنظر إلى كشف الحساب الذي قدمه الرئيس نجد أنه لم يكن شاملا لكل المشروعات التي أعلن عنها من قبل، كما أن فكرة كشف الحساب واستعراض الإنجازات ليست بجديدة خصوصا وأن خطابات السيسي أمام مجلس النواب وأثناء تدشين استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" وخلال افتتاح عددا من مشروعات الهيئة الهندسية والمشروعات السكنية في 6 أكتوبر تضمنت أيضا استعراض للإنجازات التي حققها ويحققها هو وحكومته..
حساب الآخرة في المكالمة ذاتها طمأن رئيس الجمهورية، المصريين قائلاً :"أحب أطمنكم.. خلوا بالكم..إحنا بنتعامل مش بس معاكم، لا مع ربنا اللى هنقابله يوم القيامة وأقوله إنى جريت وحاولت أبنى ليهم وحاولت أعمر وعلى قد ما قدرت عملت". استدعاء الرئيس للموت ويوم القيامة وحساب الآخرة لم يكن الاول من نوعه أمس، بل إن غالبية خطاباته الفترة الماضية يحرص فيها على ذلك، ففي كلمته في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف قال: "أنا هقف أمام الحق سبحانه وتعالى يوم القيامة وأقوله إن في رقبتي 90 مليون لم أضيعهم، وحاولت بكل ما أوتيت من قوة وفهم أن أحافظ عليهم". ومؤخرا في كلمته بمؤتمر "رؤية مصر 2030" قال الرئيس: "لأنا بقلوكوا كلكم لكل مصري بيسمعني، أنتم مين أنتم مين لا دول 90 مليون وأنا مسئول قدام ربنا إني أقوله إني خليت بالي منهم عايزين تخلوا بالكم منهم معايا أهلا مش عايزين لو سمحتم اسكتوا".