عاصر الثورة فتشعبت في نفسه وأدخل نمطها في ألحانه التى لاقاها الجمهور بالنقد رميًا "بالطماطم" في أحد الحانات بصحبة الشاب "عبد الحليم شبانة" الذي غنى من ألحانه "صافيني مرة" إلى أن قدموا له التحية وانهالوا عليه بالتصفيق الحاد. الملحن "محمد الموجي" الذي طاف بلحنه ذاك على الفنانين وحلم أن تغني له "أم كلثوم"، ليقع القدر به لآذان العندليب ويطلب منه، فينالا الشهرة سويًا، ويقابل حلم حياته "كوكب الشرق" ويلحن لها أشهر أغنياها. "الموجي" وأم كلثوم منذ أن كان صغيرًا يحلم أن يرى أم كلثوم ويصافحها يستمع لها وهي تشدو عن قرب، يجالسها ويصبح من صفوتها الذين اختارهم القدر وألقاهم في طريق كوكب الشرق، إلى أن اتصلت به ودعته هي للقائه في منزلها فكانت تلك المحادثة بمثابة موعد مع النجومية التى سطع في سمائها الملحن "محمد الموجي" وغنت من ألحانه الست "نشيد “الجهاد" في نادي الجلاء للقوات المسلحة بالقاهرة، في حفل ضم قيادات ثورة 23 يوليو.
دوي التصفيق جعله في أبهى حالاته وهو يقف جوار كوكب الشرق بعد أن أخذته من يده بعد انتهاء الحفل وقدمته للجمهور، بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لينطلق "الموجي" بعد ذلك في سماء الموسيقى العربية. ولحن الموجي، لأم كلثوم بعد ذلك أغنيتي "رابعة العدوية" و"الرضا والنور". الطابع الوطني في موسيقاه جعلاه يلحن لها أغلب أغانيها الوطنية التي غردت بها في حب بلادها طوال مسيرتها الغنائية مثل "محلاك يا مصري" و"بالسلام إحنا بدينا" و"يا سلام على الأمة"، و"صوت بلدنا". لم تكن الأغاني الحماسية هي فقط ما لحنه "الموجي" لسيدة الغناء، فأبدع أيضًا في إحدى تجلياته التى خلدها الفن له وتوجتها أم كلثوم بصوتها العذب "إسأل روحك" التى كتب كلماتها الشاعر "عبد الوهاب محمد". "الموجي" والعندليب مغني شاب يركل حصى الطرقات بعدما فشل في الحصول على فرصه يسمع فيها صوته العذب للجمهور، فيجمعه القدر بلحن "الصغير" الذي كان يحلم بأن يتغنيى به كبار الفنانين، فجمعت الصدفة بين عذوبة لحن "الموجي" ونقاء صوت "عبد الحليم حافظ" لتخرج "صافيني مرة" إلى النور. وكان نجاح "صافينى مرة" حافزًا قويا للاثنين لاستمرار التعاون بينهما، فاستمر عبد الحليم فى الغناء من ألحان الموجى لعدة عقود أنتجا خلالها معًا عشرات الأغانى التى انتشرت خاصة بين الشباب، واشتهر للثنائى عدة أغنيات فى الخمسينات مثل "يا مواعدنى بكرة"، و"ظالم" و"يا حلو يا أسمر"، و"نار يا حبيبى". سلك "الصغير" درب المدرسة التعبيرية، وأدخل أسلوبًا جديدًا للتلحين غير مألوف في مصر آن ذاك، ووجد من نعومة صوت العندليب منبرًا لألحانه، بالتزامن مع عهد جديد بعد ثورة 1952. واستطاع الملحن الشاب أن يطور اللحن المصري ويدخله في مصاف آخر، ربما ساعده التغيير الشامل الذي طرأ على البلاد بعد الثورة وترك له تربه خصبه يلقى بها ثمار إبداعه. ولحن الموجي، للعندليب أشكال مختلفة من الأغاني تنوعت بين الرومانسي والموال الشعبي، حيث أحدثت "نار يا حبيبى" ضجة بصورة فريدة فى أواخر الخمسينات فرددها الصغار والكبار وتسابق الهواة على حفظها وعزفها فى المناسبات المختلفة. لم تقف فصحة "نزار قباني" عائق أمامه، فأبدع الموجي في لحن "رسالة من تحت الماء" في مقدمة بمطلع اللحن غاية في التفرد، وأثبت أنه قادر على تلحين أصعب الكلمات ما دام معناها وتتابعها، يحرك شغفه في الإمساك بعوده والشروع في خلق موسيقى تطرب لها الآذان، وتحمر الآيادي من كثرة التصفيق لها.