رغم صرف مبلغ مالي كبير في عزومة جمعت وزير الثقافة ومحافظ الإ سكندرية والوفود المرافقة لهما عقب افتتاح معرض الإ سكندرية للكتاب يوم السبت الماضي، والذي وصل ثمنها ب40 ألف جنيه، بحسب مصدر داخل المطعم، وهو ما انفردت به « التحرير »، فإن المعرض لم يحقق مبيعات تصل إلى نصف إجمالي ، الفاتورة المدفوعة. (محافظ الإسكندرية «يعزم» وزير الثقافة على «جمبري وفيليه وسي فود» ب 40 ألف جنيه.. التفاصيل) « التحرير » ألتقت عدد من مسئولي وأصحاب دور النشر، والذين أبدوا استيائهم من الإقبال المتدني من جانب المواطنين على الشراء، محملين المحافظة، وهيئة الكتاب المسئولية عن هذا، لعدم تخصيص أي مبالغ مالية لعمل دعاية للمعرض، بدلا من الآلاف التي تم انفاقها على عزومة غذاء للمسئولين". يقول هاني إبراهيم، مسئول قسم دار الشروق، إن نسبة الإقبال والبيع أقل بكثير، من العام الماضي وخاصة مع عدم وجود دعاية قوية للمعرض، وذلك رغم أن المساحة المتاحة هذا العام على أرض كوتة أضعاف المساحة المخصصة، خلال الأعوام الماضية بمسرح محمد عبد الوهاب". وأضاف إبراهيم، «قمنا بعمل عروض وخصومات كبيرة لتشجيع المواطنين على القدوم للمعرض والشراء وتشجيع القراء، ولكن ظل الإقبال مازال ضعيف، لافتًا إلى أن أكثر الكتب إقبالاً هي كتب الأطفال، بينما الكتب التاريخية والثقافية والأدبية لم تلقى نفس الرواج». وقال منصور جابر، مسئول دار المصرية اللبنانية: إن المعرض هذا العام أكبر كثيراً منه العام الماضي مما اتاح مشاركة عدد أكبر من دور النشر والتوزيع، ولكن رغم ذلك ظلت الإقبال ضعيف لم يتجاوز ال 40 % مما كان متوقع، لافتاً إلى أنه دفع إيجارات أضعاف ما حصله من بيع الكتب حتى الآن". وأضاف "جابر"، ساخراً: "مبيعات جميع دور العرض بالمعرض لم تحقق حتى نصف ثمن الفاتورة المدفوعة في عزومة غذاء المحافظ والوزير والوفيدين المرافقين لهما". وأرجع "جابر"، سبب تدني الإقبال إلى عدة عوامل أهمها عدم وجود دعاية من جانب القائمين على المعرض، وكذلك ابتعاد الشباب عن القراءة، كما انتقد، عدم وجود دورات مياه بالمعرض كما لا توجد أي محال تجارية قريبة منه كما لا يوجد أي اهتمام أو متابعة من المسئولين". وعن أكثر الكتب إقبالاً هذا العام، أشار "جابر"، إلى أنها كتب الروايات حيث قامت الدار بعمل خصومات وصلت إلى 20 و25%، عليها وهي خسارة كبيرة ومع ذلك لم تحقق أي مبيعات". وانتقد كذلك محمد مرتضى، مسئول من دار الأطلس، ما وصفه تجاهل مسئولي المحافظة لمشكلات المعرض الكثيرة بحسب وصفه، قائلاً: «مفيش أي اهتمام والمعرض أقل من المتوسط». وأشار "مرتضى"، إلى أن أغلب من يقومون بالقدوم للمعرض وشراء الكتب، من فئة الشباب وخاصة من طلاب الجامعة المجاورة للمعرض، مضيفا: «لقد قمنا ببيع 150 كتابًا حتى الآن أسعارهم ما بين 5 جنيهات إلى 50 جنيه، وهذا لا يأتي حتى بإيجار المكان، مؤكدًا على عدم شعوره بالسعادة أو الرضى من آداء المحافظة تجاه المعرض، حيث لم تقم بعمل أي دعاية». وتابع: «هناك تقصير كبير من المحافظة تجاه المعرض من ناحية المرافق والمتابعة، وإن كانت هيئة الكتاب هي المنظمة ولكن يوم الافتتاح جاء المحافظ ووزير الثقافة علشان «الشو الإعلامي»، مضيفا: «احنا مفيش عندنا غير عربية مطافي واحدة و معرض كبير ومفيش عربية إسعاف». ولفت حسين سليمان، مسئول مكتبة الشهاب سور الأزبيكية، أن هيئة الكتاب قامت هذا العام برفع قيمة الإيجارات على أصحاب دور النشر والمكتبات ولم تقدم أي خدمات في مقابل تلك الزيادات حيث لا يوجد دورة مياه واحدة، كما أن ما تم بيعه من كتب لايعوضه ضعف الإقبال الكبير من جانب المواطنين، لافتاً إلى أن نسبة البيع هذا العام 20 % بالمقارنة بالعام الماضي". وفي المقابل أعتبر أيمن فتحي، المشرف على جناح الهيئة العامة للكتاب، أن الإقبال هذا العام متزايد ونسبة البيع جيدة وخاصة وأن الهيئة طرحت عدد كبير من الكتب المدعومة».