أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يزور كوريا الجنوبية حاليًّا، عن رغبة مصر في توسيع التعاون مع كوريا الجنوبية في جميع المجالات في ظل الرؤية التنموية 2030، ومشروع قناة السويس الجديدة، ما يوفِّر للشركات الكورية فرصًا عديدةً للعمل بمصر، التي تتمتع بالعمالة عالية الجودة، فضلاً عن موقع مصر الفريد والمتميز كقلب للعالم. جاء ذلك في تصريحاتٍ لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، أثناء لقاء صحفي مشترك مع وسائل الإعلام عقده مساء أمس الأربعاء، في سول عقب وصوله إلى كوريا الجنوبية في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، حيث وصفت "يونهاب" تصريحاته بأنَّها دليل على مدى حرصه على العلاقات التعاونية القائمة بين كوريا الجنوبية مصر منذ إقامة علاقات التعاون بين البلدين. وقال السيسي إنَّ مصر تريد المزيد من التعاون في الطاقة وإنشاء المناطق اللوجستية مع كوريا الجنوبية، منوِّهًا بأنَّه يرى أنَّ هناك إمكانية للتعاون مع الجانب الكوري في صناعة تحلية المياه والتصنيع وبناء مخازن لوجيستية لتصدير المنتجات إلى إفريقيا وأوروبا، لافتًا إلى أنّ مصر نفسها سوق كبير يضم 90 مليون نسمة. وأضاف أنَّ الشركات الكورية تتمتع بسمعة جيدة في مصر، متوقِّعًا أن يتم إبرام العديد من مذكرات التفاهم بين مصر وكوريا الجنوبية خلال زيارته الحالية لسول. وحول خطة الدولة لمعالجة نسبة البطالة العالية ومدى التأثير الاقتصادي لمشروع قناة السويس الجديدة، أوضَّح الرئيس أنَّ الهدف من الرؤية التنموية 2030 هو تهيئة مناخ الاستثمار الحديث في البنية التحتية وتوفير فرص عمل بشكل سريع للشباب وتوفير شبكة الطرق والكهرباء والموانئ والمطارات، أمَّا قناة السويس فستكون منطقة استراتيجية للمصريين وغير المصريين جميعًا. وأكَّد أنَّ الحكومة تسعى دائمًا لتذليل كافة العقبات ومحاربة الفساد لإعطاء الأمل الحقيقي للمستثمرين وتهيئة الفرص لهم، وبخاصةً أنَّ مصر تنتهج سياسة منفتحة على الجميع وسياسة الوجه الواحد. وفيما يتعلق بتقييمه للوضع الأمني في مصر، وخطة الدولة لإعادة الحركة السياحية إلى وضعها الطبيعي، أشار الرئيس السيسي إلى أنَّ الوضع الأمني في مصر مستقر، وأنَّه يتمنى زيارة لجان أمنية من دول أخرى إلى مصر للاطمئنان على استقرار الوضع الأمني في مصر، لافتًا إلى المساعي المبذولة من الجهات المختصة لتوفير الأمن للسياح والمستثمرين الأجانب والعاملين في البلاد، موضِّحًا أنَّ الدعوة مفتوحة للخبراء الأمنيين والسياح والمستثمرين الكوريين. وحول التقييمات المتباينة لمرحلة ما بعد الربيع العربي في الدول العربية، أوضَّح الرئيس: "مصر شهدت تغيير النظام مرتين بعد الربيع العربي، وذلك بإرادة الشعب وبدون التدخل الخارجي وعن طريق ممارسة المواطنين لحقهم في التصويت ونتيجة لذلك فإنَّ مصر الآن لا يمكن لأحد فيها أن يحكم أكثر من الفترة المحددة في دستورها أو أن يحكم ضد إرادة الشعب"، مبيِّنا أنَّ الوضع في مصر يتطلب المزيد من الوقت لرؤية النتيجة المثمرة للتغييرات التي حدثت فيها، حيث لم يمض على التغيير سوى سنوات قليلة. وحول التهديدات التي يمثلها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا ب"داعش"، والخلافات بين السعودية وإيران، قال السيسي :"مصر ظلَّت تؤكِّد أهمية وضع خطة شاملة لمواجهة أي مهددات للسلام والاستقرار، وتنظيم داعش هو عبارة عن إرهاب باسم آخر مثل بوكو حرام في نيجيريا وغيره من التنظيمات المتطرفة في الدول الأخرى.. الفكر الإرهابي موجود في أي مكان في العالم، لكنه يتخذ أشكالاً وأسماء أخرى، ومكافحة الإرهاب تتطلب جهودًا دولية مشتركة". ودعا إلى تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب، مجدِّدًا تأكيد أنَّ الأمن القومي في مصر هو جزء من الأمن القومي العربي. وحول رأيه في الوضع الأمني المتأزم في شبه الجزيرة الكورية وبخاصةً بعد إجراء كوريا الشمالية للتجربة النووية الأخيرة وإطلاقها لصاروخ طويل المدى، قال السيسي إنَّه يرى أنَّ أفضل وسيلة لحل الخلافات والمشكلات هو الحوار والمباحثات لإيجاد حل سلمي، وأنَّ موقف مصر من قضية أسلحة الدمار الشامل ثابت وهو أنها تعارض انتشار أسلحة الدمار الشامل. وبشأن علاقات مصر بكل من الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، لفت السيسي إلى أنَّ مصر تنتهج سياسة متوازنة ومفتوحة وتسعى للمصالح العامة، وتحتفظ بعلاقة استراتيجية مع الولاياتالمتحدة.