شن سياسيون هجوما حادا على وزير الثقافة الإخوانى علاء عبد العزيز بسبب الأزمة التى تدور رحاها داخل وزارة الثقافة، والتى أدت بالمثقفين والمبدعين للاعتصام داخل مقر مكتب الوزير اعتراضا على قراراته العشوائية وخطواته الواضحة نحو أخونة الثقافة المصرية ومحاولات طمس الهوية الوطنية. الدكتور نبيل عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية قال تعليقا على الأزمة القائمة بين وزير الثقافة والمثقفين والمبدعين، إن هناك محنة فى الثقافة المصرية، ليست فقط قاصرة على المثقفين ولكنها مع الجمهور أيضا، فالدولة كان لها دور مباشر فى رعاية الإبداع الثقافى والفنى، وحينما كانت تقوم الدولة بتلك الرعاية كانت تؤدى إلى مزيد من الإنتاج والفرص للكشف عن المبدعين والمواهب. وما قام به المبدعون من اعتصام فى مكتب الوزير كان بهدف أن تعطى الدولة الفرصة لكل المبدعين وفرصة للإنتاج ومزيد من الإبداع وهذا حقهم، فضلا عن المخاوف التى تنتاب الجميع من أخونة الثقافة المصرية، فالثقافة لها جذور سيكولوجية متعمقة فى نفوس الشعب المصرى، خصوصا أنها عبارة عن طبقات ونتاج مراحل تاريخية ومن الصعب التأثر بأحد الفصائل السياسية والهيمنة على تلك الثقافة. وأكد عبد الفتاح أن الشعوب لم تعد تقبل أن تكبت مواهبها وإبداعاتها، لافتا إلى أن الدولة فى هذا الإطار وفى ظل النظام الحالى تسعى للتحكم فى الوزارة والإتيان ببعض الموظفين الذين ينتمون إلى الجماعة، فى محاولة لإعادة تشكيل الهوية المصرية، ولكنهم مخطئون ولا يفهمون الشعب المصرى وهويته وتنوعها وانفتاحها وقدرته على التجديد الذاتى، وأنه ليس هناك أحد يستطيع فعل ذلك. وشدد على أن وزير الثقافة يجب أن يكون نافذة لإطلاق المواهب والإبداع وليس بابا لصد تلك المواهب، لذا يدافع المبدعون عن حريتهم وفكرهم، وأتصور أنهم سينجحون فى ذلك، فى ظل الظروف التى تمر بها مصر والتراكم التاريخى للشعب المصرى الذى بدأ يتنفس الحرية كما تتنفس الهواء. قال الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية، إن ما يحدث من قِبل وزير الثقافة والأزمة الحالية، يعد عصفا كاملا بهوية الدولة، حيث إن مؤسسات الدولة الخدمية أصبحت تدار من خلال شخصيات منعدمة الكفاءة وفقا لفكر أيديولوجى موحد دون الاعتماد على أى نوع من معايير القواعد الحيادية، وهو الأمر الذى يفرض لونا أيديولوجيا واحدا على مؤسسات الدولة.