«هل يتعلم أردوجان؟»، هكذا بدأت صحيفة «حريت ديلى نيوز» التركية تقريرًا لها معلِّقة على طريقة تعامل رئيس الوزراء مع موجة الغضب الشعبى ضد نظام حكمه وقمع الأجهزة الأمنية للمتظاهرين. الصحيفة لفتت إلى أن «غطرسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان السياسية بدأت تكلف البلاد كثيرًا، الأمر الذى يحدث دون أى التفات إلى ما يسببه ذلك، من أضرار للصورة الدولية والسمعة العالمية لرئيس الحكومة التركية، فى وقت يحاول فيه الأخير أن يصبح حاكما لديه من القوى الكثير، ولا يتحمل أى مسؤوليات». الصحيفة التركية أضافت «صحيح أن عصر الانقلابات العسكرية فى تركيا قد انتهى، إلا أنه لا يمكن قول نفس الشىء فى ما يتعلق بالغضب الشعبى، الذى يمكن أن يتحول نتيجة سوء الإدارة السياسية والضغوط المعادية للديمقراطية إلى صراع اجتماعى خطير». وقالت «أردوجان ألمح السبت الماضى أنه إذا أراد فيمكنه ملء ميدان تقسيم بمليون من تابعيه. إنه لا يفهم الفرق بين مواطنين يخرجون للشوارع بشكل عفوى، وقطيع يُساق كالخراف إلى الحظيرة، فالمسألة ليست مسألة أرقام». وأضافت «ليس هناك ما يبرر الاضطهاد على أساس الأغلبية الانتخابية، والذى يهدف إلى الحد من حرية التعبير، وأنماط الحياة الشعبية العلمانية، هذا فى الوقت الذى لا يجد فيه رئيس الوزراء التركى الميدان خاليا من أجل دفع أجندته الإسلامية، وبنظرة إلى تصريحاته الأخيرة يمكن رؤية ملامح من تلك الأجندة»، لافتة إلى أن «حالة الغضب الشعبى المرتفع فى جميع أنحاء البلاد، دفعت أردوجان إلى التصريح بأن النظام الحاكم ليس موجودًا للتدخل فى أنماط الحياة، وفرض إرادة الأغلبية الانتخابية». وقالت «رئيس الوزراء التركى انتابه الغضب من ردود الأفعال الصادرة من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، وحتى من نجوم السينما الهوليوودية إزاء الأحداث التى شهدتها البلاد نهاية الأسبوع الماضى»، منتقدة أردوجان بقولها «على رئيس الحكومة أن يدرك أنه إذا أراد لأنقرة أن تكون نجما ساطعا فى العالم، فعليه أن يقبل حقيقة الرقابة الدولية والانتقادات لما يحدث فى تركيا». وتساءلت الصحيفة التركية «يبقى الآن أن نرى، هل سيستخلص أردوجان الدروس اللازمة من كل ما يحدث»، مجيبة بقولها «هناك شكوك جدية فى أن يتحقق هذا الأمر».