انتقدت الدكتورة أماني عصفور، رئيسة مجلس أعمال دول "الكوميسا" ما سمته "تقصير" رجال الأعمال المصريين في اهتمامهم بالسوق الإفريقية التي تعد من كبرى الأسواق في العالم، حيث تضم نحو سدس سكان العالم. وقالت أماني، في تصريحاتٍ لها، على هامش منتدى إفريقيا 2016 للتجارة والاستثمار المنعقد بشرم الشيخ، اليوم السبت، إنَّ انضمام مصر لتكتل "الكوميسا" يتيح للمنتجات المصرية الوصول لأغلب الأسواق الإفريقية دون جمارك وبتيسيرات كبيرة، مما سيزيد من تنافسيتها. وأضافت أن غياب رجال الأعمال المصريين عن القارة الإفريقية فتح المجال أيضا أمام المستثمرين الصينيين والأتراك حاليًّا الذين بدؤوا في التوغل داخل القارة، وباتت المنتجات الصينية والتركية هى الأكثر انتشارًا في السوق الإفريقية. وأشارت إلى أنَّ التعداد السكاني لدول تجمع "الكوميسا" يصل إلى 500 مليون نسمة ويصل الناتج المحلي لها إلى نحو تريليون و300 مليار دولار تعادل 54% من الناتج المحلي الإفريقي، ولا يجب على القطاع الخاص المصري ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين الاستمرار في تجاهل هذه السوق الضخمة. ونوَّهت إلى عدم استفادة رجال الأعمال المصريين من بنك "الكوميسا" في الحصول على عمليات تمويل لتصدير منتجاتهم للسوق الإفريقية، مشيرةً إلى أنَّ أغلب تمويلات البنك تذهب لرجال أعمال أفارقة وآخرين، في حين أنَّ البنك لم يسجل إلا عميلين اثنين فقط من مصر وهو أمر مؤسف يجب إعادة النظر فيه، حسب تعبيرها. وتابعت: "إفريقيا ليست قارة فقيرة، بل على العكس هناك الكثير من دول القارة تستورد منتجات من أسواق كبرى مثل دبي ويمكن أن تكون هذه المنتجات مصرية لكن غياب الترويج والتواصل والوجود المصري يجعل السوق الإفريقية لا تعرف المنتجات المصرية". وأشارت إلى أنَّ إجمالي تجارة مصر مع "دول الكوميسا" لا تتجاوز ثلاثة مليارات و500 مليون دولار، منها صادرات مصرية بقيمة مليارين و700 مليون دولار، و800 مليون دولار واردات، مشيرةً إلى أنَّ السودان وليبيا تستحوذان وحدهما على مليار و500 مليون دولار من صادرات مصر، بينما الدول ال16 الأخرى لا تتعدى صادرات مصر لها سوى مليارٍ و200 مليون دولار فقط، في حين يشكو المصدرون المصريون من عدم وجود أسواق للتصدير.