استمعت نيابة حوادث جنوبالقاهرة الكلية، بإشراف المستشار هشام حمدي، المحامي العام، لأقوال الشهود في واقعة مقتل سائق، على يد رقيب شرطة بإدارة النقل والمواصلات في منطقة الدرب الأحمر، بالقرب من مديرية أمن القاهرة. وقال محمد السيد، 31 عامًا، عامل، شاهد عيان على الواقعة، إنه في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء أمس الخميس، شاهد مشادة كلامية بين المجني عليه محمد عادل إسماعيل 28 عامًا، سائق، و"مصطفى. م"، رقيب أول شرطة من قوة النقل والمواصلات؛ بسبب الخلاف على أجرة نقل بضائع على سيارة الأول. وأضاف "محمد" في التحقيقات، أن المجني عليه طلب 70 جنيهًا قيمة نقل متعلقات خاصة برقيب الشرطة، إلا أن الأخير أصرَّ على دفع 40 جنيهًا فقط، فأخبره الضحية، بإنزال متعلقاته من سيارته ال"سوزوكي"، إلا أن الرقيب سبه قائلاً: "أنت ماتعرفش أنا مين، طب أنت مش هتاخد فلوس خالص، وهتنقل الحاجة، ورجلك فوق رقبتك". وتابع شاهد العيان، أن المجني عليه شرع في إنزال متعلقات الرقيب، ما دفع المتهم إلى الاشتباك مع السائق، فتدخل الأهالي لفض المشاجرة. وأردف: "فوجئنا بإخراج المتهم لطبنجته، وأطلق عيار ناري في الهواء، لفك التدافع من حوله، رغم أنه من بدأ الشجار مع المجني عليه، وما أن فرغ التدافع من حوله، أراد إرغام السائق على نقل البضائع، بدون مقابل لتأديبه، فرفض المجني عليه، ففتح الرقيب النار عليه، وأصابه في بطنه بالعديد من الطلقات، وبعد أن قتله أمامنا، اشتبك معه العديد من الأهالي، وقاموا برشقه بالحجارة، إلا أنه واصل إطلاق النيران، وتمكن من الهرب". واختتم شاهد العيان، بأن القتل متعمد، ولم يكن قتل خطأ كما صرحت وزارة الداخلية.
وكشفت مناظرة النيابة لجثة المجني عليه بمستشفى أحمد ماهر التخصصي، أن الجثة بها ثلاث طلقات نارية، اثنين في البطن، و الثالثة في الرأس، وتبين أن هناك تهشمًا في الجزء الخلفي من الجمجمة وخروج المخ، فانتدبت الطب الشرعي؛ لتشريح جثة السائق بالمستشفى، وإعداد تقرير لتحديد سبب الوفاة والتصريح بالدفن، وكلفت الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حول الواقعة. يُذكر أن أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة، ألقت القبض على رقيب الشرطة، وتم التحفظ عليه، وتبين إصابته بنزيف داخلي، واشتباه ما بعد الارتجاج، وجروح عميقة، وكسور بأماكن متفرقة بالجسم، ولا يمكن استجوابه، وتم نقله للمستشفى.