كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساءً، لماد دلف أحد أمناء الشرطة السريين لمكتب رئيس مباحث مركز شرطة ابشواى " قائلا :«ياباشا فى خيط كده ممكن نشتغل عليه فى قضية الطفل الصغر المخطوف»، حوار صغير دار بعدها بين رئيس المباحث وأمين الشرطة، انتهى بجملة من الأخير«حاضر يا باشا». استرجع رئيس المباحث البلاغ المقدم من مهنى. ح، الذى لم يبلغ الأربعين بعد، وشرح فيه غياب نجله الطفل أحمد، صاحب الخمس زهور، وكشف فيه عن تلقيه اتصالاً هاتفياً من مجهولين، يطلبون فيه 300 ألف جنيه كفدية لاسترجاع الطفل، وبدأ فى قراءة البلاغ مرة ثانية. ساعات قليلة مرت على الحديث الذى دار بين رئيس المباحث وأمين الشرطة، حتى تلقى الضابط مكالمة تفيد تحديد هوية أحد المتهمين فى القضية، بعد معاونة الوسائل التقنية الحديثة بعد قرار النيابة العامة بتتبع تليفون والد الطفل المجنى عليه، بدأ بعدها رئيس المباحث فى تدبر الأمر قليلاً، حتى اصطحب قوة مكبرة من مركز شرطة ابشواى، وتوجه لأحد الأماكن المهجورة ونجح فى القبض على سيدة تدعى «عفاف. ر»، ربة منزل وتقيم بمركز ابشواى، قام باصطحابها لديوان مركز الشرطة، تمهيداً لمناقشتها . ضابط المباحث وأثناء مناقشة ربة المنزل، التى أشارت التحريات أنها على علم بتفاصيل بيع والد الطفل لسيارة نقل ملكه، وبإعادة مناقشتها اعترفت بأنها أخبرت أحد أصدقائها من العاطلين بوجود مبلغ كبير بمنزل والد «الطفل أحمد»، وأنهم اتفقوا على سرقة والد المجنى عليه. تحقيقات رجال المباحث مع ربة المنزل المقبوض عليها أشارت إلى أنها اتفقت مع أرباب السوابق على وسيلة للحصول على الأموال التى تحصل عليها والد الطفل إثر بيعه لسيارة نقل، إلا أنهم لم يقتنعوا بفكرة السرقة خشية ضبطهم وقت ارتكاب الجريمة، وظلوا أيام طويلة يفكرون فى طريقة لبلوغ مرادهم. أدلت ربة المنزل بأسماء باقى المتهمين ممن اشتركوا معها فى جريمتها النكراء، وتبين أنهم «حافظ . ع» 26 سنة، مبيض محارة، «على. أ» 25 سنة، سائق توك توك، «صباح . س» 28 سنة، ربة منزل، وتم وضع خطة عاجلة بمعرفة مدير إدارة البحث الجنائى بالفيوم، لسرعة ضبطهم فى وقت واحد، لضمان عدم هروب أحدهم. وأسفرت التحريات أن المتهمين اختمرت فى أذهانهم فكرة خطف نجل صاحب السيارة، بعد علمهم بقيامه ببيعها، وأنهم ارتكبوا جريمتهم بغية ابتزاز والد المجنى عليه، اختطفوا نجله الطفل الصغير، بعدما أعدوا عدتهم على استدراجه من أمام منزله، قبل أن تنكشف جريمتهم وتم الإيقاع بهم فى أحد أوكار المخدرات، وقام اللواء ناصر العبد، مدير أمن الفيوم، بتسليم الطفل لأسرته فى فرحة عارمة، قبل أن تأمر النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.