أعلنت اليوم الثلاثاء، القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2016، حيث اشتملت القائمة على 6 روايات كالتالي: وجرى الإعلان في مؤتمر صحفي عُقد في النادي الثقافي في مسقط، سلطنة عُمان، بحضور لجنة التحكيم الخماسية، والتي ترأستها الشاعرة والناقدة الإماراتية الدكتورة أمينة ذيبان. وتميزت الروايات الست بمجموعة من الخصائص المشتركة، فرواية "نوميديا" تصور قلق المثقف العربي الباحث عن هويته في مواجهة التمثيلات المختلفة لهذه الهوية، بينما تمثل رواية "عطارد" صرخة عنيفة وواعية بالإحباطات التي آل إليها طموح الحالمين بالتغيير، إنها أوتوبيا مضادة تؤسّس عالما بالغ القسوة والقبح. وتحكي رواية "مديح لنساء العائلة" عن التحولات الفلسطينية الجذرية، جغرافيًا وثقافيًا وسياسيًا، وعن الأثر الذي تركته في الأفراد والجماعات، وخصوصًا المرأة. وتتحدث رواية "سماء قريبة من بيتنا" عن يقظة الذاكرة السورية ووجعها؛ تستعيد الألم الشخصي وتطل منه على ضمور الجسد بنبرة أنثوية خافتة لا تفقد بطلتها الأمل في النهوض من جديد. وتعتبر "مصائر" الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءًا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي، فهي رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر. وتقارب رواية "حارس الموتى" المأساة اللبنانية عبر منظور جديد يتساوى فيه الضحايا على اختلاف هوياتهم، الأحياء في الحرب والموتى داخل المستشفى، وتسعى إلى إيجاد أجوبة عن أسئلة عبثية لا أجوبة لها أصلًا. يُذكر أن ربعي المدهون سبق له أن ترشّح على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2010، عن روايته "السيدة من تل أبيب" التي صدرت بالإنجليزية عن دار "تليغرام بوكس" وتشمل القائمة الرواية الأولى لطارق بكري. يُذكر أيضا أن كلًا من محمد ربيع وشهلا العجيلي شاركا في ورشة الكتابة الإبداعية "الندوة" التي تديرها الجائزة لتشجيع شباب الكتّاب الواعدين في العامي 2012 و2014. وفيما يلي أسماء لجنة التحكيم التي ظلت طيّ الكتمان حتى اليوم: الدكتورة أمينة ذيبان، رئيساً، مع عضوية كل من: الصحافي والشاعر المصري سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة، والأكاديمي المغربي محمد مشبال، الأكاديمي والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن. يُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست اُختيرت من بين الروايات ال16 للقائمة الطويلة التي كانت أُعلنت في الشهر الماضي يناير 2016، وهي القائمة التي اُختيرت من 159 رواية مرشحة للجائزة من 18 بلداً، تم نشرها خلال الاثني عشر شهراً السابقة. وعلّقت أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم، قائلة: شهدت هذه الدورة من الجائزة ترشح أعمال مهمة تمثل تجارب روائية حديثة منفتحة على حقول غير مطروقة سابقًا تندمج فيها الذات الفردية والذات الجماعية. وتشمل هذه الحقول فضاءات نفسية واجتماعية وسايسية وتاريخية، تتميز بانفتاحها على أشكال وأساليب سردية مبتكرة تسائل الموروث الروائي العربي وتتفاعل مع اللحظة المأساوية الراهنة. وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إن روايات القائمة القصيرة لهذا العام متنوعة في مواضيع وتقنياتها وتجليات شخوصها، تجعل من القريب بؤرة مكثفة في تماهيها مع الوضع الإنساني في أطره الاجتماعية والسياسية، وفي البوح عن مكونات النفس البشرية. وأضاف أن شوطًا كبير ما زال أمام الرواية العربية لتقطعه، لكن روايات هذه القائمة تؤشر بتفاؤل متنام أن المسيرة قد انطلقت لتصل إلى قارئ يزداد تفاعلًا مع الأدب الروائي العربي عامًا بعد عام. وتحدّد يوم الأربعاء 26 أبريل 2016 لإعلان اسم الفائز/الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال سيقام في أبوظبي عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أمريكي إضافية. يذكر أن هذه هي السنة التاسعة للجائزة، والتي تُعدّ الجائزة الرائدة للرواية الأدبية في العالم العربي. وتهدف الجائزة إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، ومن هنا تضمن الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية.